اختتمت أمس أشغال الدورة الثالثة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، بحضور الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي عبر عن ارتياحه للظروف التي جرت فيها هذه الدورة باعتبار أنها كانت ردا صريحا لكل من راهنوا على ضرب وزعزعة استقرار الأفلان من خلال الزوبعة الإعلامية التي أثيرت من طرف بعض الجهات، وقد تطرق أعضاء اللجنة المركزية على مدار يومين إلى القضايا النظامية المرتبطة بالنشاط الحزبي والنضال السياسي في الحزب لا سيما فيما يخص عملية إعادة الهيكلة. تواصلت أمس أشغال اللجنة المركزية للأفلان ليومها الثاني والأخير بفندق مزافران بالعاصمة وبحضور عديد الشخصيات القيادية، حيث استهلت بتلاوة بيانات التأييد للقيادة الصادرة عن مختلف القسمات والمحافظات والتي أكدت التفافها حول شخص الأمين العام عبد العزيز بلخادم والقيادة الحزبية ككل، وتأتي هذه البيانات ردا على الزوبعة الإعلامية الأخيرة التي سعت عن طريقها بعض الجهات إلى نشر إشعاعات تفيد بوجود خلل في تسيير الحزب. ومباشرة بعد ذلك تم عرض التقرير المالي للحزب الذي حظي بمصادقة الأغلبية الساحقة لأعضاء اللجنة المركزية، ليتم تلاوة توصيات اللجنة والبيان السياسي، بما يؤكد تثمين أعضاء اللجنة لقرارات القيادة الحزبية ونشاطاتها وكل مبادراتها في الفترة الأخيرة، لا سيما فيما يخص مساعي الأمين العام التي مكنت من الانتهاء من عملية إعادة الهيكلة التي شرع فيها الحزب منذ الفاتح شهر جوان الفارط على مستوى كل القسمات والاستعداد للانطلاق في عملية الهيكلة على مستوى المحافظات ابتداء من جانفي المقبل. ولم يغفل الأمين العام الإشارة إلى الغيابات التي لم تبرر، حيث أكد تسجيل 17 عضوا فقط في اللجنة المركزية الذين لم يبرروا بعد غياباتهم عن أشغال الدورة الحالية وليس 25 عضوا مثلما تم الإعلان عنه في البداية، وأضاف أن كل الغائبين سيكونون مدعويين للدورة المقبلة باستثناء أولئك الذين اختاروا المقاطعة والذين يتعين عليهم بالتالي تحمل مسؤولياتهم، كما أعلن عن تغيير تركيبة لجنة الانضباط بتغيير عضوين قياديين، مع العلم أن جل أعضاء اللجنة المركزية كانوا حاضرين. واغتنم الأمين العام الفرصة للتأكيد مجددا، أنه لا توجد أي خصومة داخل الأفلان، حيث ذكر بأن وزارة الداخلية لم تعترض ولم تتحفظ عن أي اسم داخل قائمة اللجنة المركزية، كما أوضح أن نجاح أشغال هذه الدورة التي كانت مفتوحة أمام جميع الأعضاء دون استثناء هو أفضل رد على من راهنوا على وهن الحزب وقال إن ظنهم خاب لأن الأفلان موحد ومتماسك وقوي بقيمه، ومبادئه ومناضليه. وكان عبد العزيز بلخادم، قد أكد خلال خطابه الافتتاحي على أهمية توحيد الصفوف والتصدي إلى كل الشائعات التي قد تضر بالحزب، موضحا أن القيادة تعاملت بصرامة مع المقاطعين الذين تقرر تجميد عضويتهم، فيما تبقى الأبواب حسبه مفتوحة لكل المناضلين لطرح أفكارهم بصراحة ومهما كان الاختلاف شريطة أن لا تخرج عن الأطر النظامية. وبدورهم عبر أعضاء اللجنة المركزية خلال مداخلاتهم التي جرت في أجواء نظامية مفتوحة للإعلاميين عن التزامهم بالعمل النظامي وتمسكهم بوحدة الحزب، النقاشات كانت جدية وشفافة خاصة فيما يتعلق بتقرير لجنة الانضباط، ولم تتجاوز حدود القيم وأخلاقيات العمل النضالي، مما سمح للجميع بالإدلاء برأيه دون أي تجريح أو انتقاص من الآخرين، ويشار إلى أن أشغال اللجنة بثت على المباشر عبر موقع الأفلان لتمكين أكبر عدد ممكن من المناضلين عبر التراب الوطني من متابعة فعاليتها.