قامت الفرق المتنقلة للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، ليلة أول أمس، بعمليات إنزال نوعية لمصالح الأمن شملت في مرحلة أولى المقاطعات الإدارية لكل من الشراقة، وباب الوادي، وزرالدة، سُخّر لها قرابة 6 آلاف شرطي، مسّت عدد من النقاط السوداء بالعاصمة في إطار تعزيز الأمن ومكافحة الإجرام، لاسيما أن ذلك يتزامن والأسبوع الأخير لاحتفالات رأس السنة الميلادية، حيث أسفرت العملية التي استمرت 24 ساعة، عن توقيف 34 مُجرما، ومُراقبة 958 شخص وتحرير 19 مخالفة جزافية. »صوت الأحرار« كانت حاضرة في هذه العملية النوعية لمصالح الأمن بغرض تجفيف منابع الجريمة خاصة في الأحياء القصديرية، وهي العملية التي سخر لها حوالي 6000 شرطي مدعمين بفرقتين، الأولى بالكلاب المدربة لاكتشاف المخدرات والمتفجرات، والثانية راجلة، مع الحرص على تكثيف نقاط التفتيش بالمقاطعات الإدارية المستهدفة شملت باب الوادي، الشراقة، زرالدة. وفي هذا السياق تم حوالي الساعة الرابعة والنصف مساء عقد اجتماع مصغّر مع العميد المكلف بالاتصال بمقر أمن ولاية الجزائر، أين تم شرح بعض تفاصيل العملية التي تستوجب تقسيم الصحافيين إلى ثلاثة أفواج، ترافق مصالح الأمن نحو المناطق المحددة مُسبقا، والتي تمت محاصرتها وتغلغل فيها مصالح الأمن بالزي المدني، في النهار، في انتظار تدعيمهم بفرق أخرى بالزي الرسمي في الليل، وكذا بمركبات رباعية الدفع وعادية وكواشف ضوئية. ففي الساعة 6 مساء تم الاتفاق على وجهة كل فوج صحفي، واخترنا مقاطعة زرالدة، لتنطلق العملية على الساعة السابعة بالضبط، أين رافقنا العميد سمير خاوة في سيارات صغيرة، وكانت البداية بمداهمة الحي القصديري بلال بوعلام، بصفة فجائية، والذي يعتبر أحد النقاط السوداء بالمنطقة، تركزت فيها العملية على التفتيش ومراقبة وثائق الهوية ووثائق السيارات، حيث تم توقيف عدد من الأشخاص، تم تحويلهم إلى مخافر الشرطة لاستكمال التحقيق، بعدها توجهنا إلى حي قصديري آخر يسمى ب »الكازورال«، والذي عرف نفس الإجراءات الأمنية، والتي قال عنها عميد أمن المقاطعة الإدارية زرالدة، زبير عبد الوهاب، أنها عمليات وقائية ردعية، لاسيما أن نقاط المراقبة شملت 24 نقطة. حوالي الساعة الثامنة مساء، وبعد الغوص في عدة أحياء وتوقيف عديد المتورطين والمجرمين المبحوث عنهم، تم إعلامنا بالذهاب إلى منطقة القرية الفلاحية، والتي تعتبر من أعقد النقاط السوداء بزرالدة، ومعروفة بكثرة الاعتداءات والمتاجرة بالمخدرات واستهلاكها وبيع الأدوات المسروقة، حيث ذكر العميد المرافق لنا عن تسجيل 6 جرائم مؤخرا تحت تأثير الكحول، خمسة من هؤلاء المجرمين يعرفون بعضهم البعض، فضلا عن حجز عدة كميات من المخدرات من نوعية القنب الهندي، والأقراص المهلوسة، مؤكدا أن عمليات الاختراق التي تمت بالزي المدني والرسمي لهذا القرية تمت على أساس نصب الكمائن ومحاصرة كل المداخل والتركيز على نقطة واحدة تفاديا لهروب المجرمين المطلوبين. وذكر العميد خاوة سمير أن جهاز الشرطة تبنى إستراتيجية جديدة منذ تقلّد اللواء عبد الغني هامل جهاز الأمن، تركّزت على ضرورة تعزيز الأمن لدى المواطن، حيث اعتبر أن اختيار الأسبوع الأخير من سنة 2010 والذي يتميز عادة بتزايد تنقل الأشخاص في إطار احتفالات رأس السنة الميلادية، لاسيما بالمساء، مؤكدا أنه تم وضع تحت تصرف أعوان الأمن الوطني المجندين، تجهيزات تقنية حديثة ومتطورة، تتضمن قاعدة معطيات للسيارات المسروقة والأشخاص المشتبه فيهم في مختلف أنواع الإجرام قصد تسهيل عمليات التفتيش والمراقبة الآنية. وتوجت العملية التي وُصفت بالناجحة، بمراقبة 360 شخص بزرالدة لوحدها، تم من خلالها توقيف 10 أشخاص، 5 منهم متورطين في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة، و5 آخرين في قضية حيازة واستهلاك المخدرات، بالإضافة إلى مراقبة 143 مركبة وتحرير مخالفتين لقيادة مركبة بدون رخصة سياقة. وبمقاطعة أمن المقاطعة الإدارية للشراقة، تمت مراقبة 315 شخص، وتوقيف 14 شخصا، 4 منهم متورطين في حيازة أسلحة بيضاء، و4 أشخاص بحيازة واستهلاك المخدرات و5 أشخاص بخصوص السكر العلني والإخلال بالنظام العام، وشخص في قضية المساس بالآداب العامة، فضلا عن مراقبة 232 سيارة وتحرير مخالفة لقيادة مركبة ببطاقة صفراء منتهية الصلاحية. وبأمن المقاطعة الإدارية لباب الوادي، تمت مراقبة 283 شخص، وتوقيف 10 أشخاص، شخصين منهم متورطين في قضية حيازة أسلحة بيضاء محظورة، و7 أشخاص في قضية حيازة واستهلاك المخدرات، وشخص بحوزته أقراص مهلوسة. وبالمصلحة الولائية للأمن العمومي تمت مراقبة 390 مركبة، وتحرير 16 مخالفة قانونية في قانون المرور.