يشارك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، بمنتجع شرم الشيخ المصري، في أشغال قمة مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي الذي يخصص لمناقشة النزاعات المسلحة التي تشهدها العديد من المناطق في القارة، والجهود التي تبذل من أجل حل الكثيرمن المشاكل. ويسبق هذا الاجتماع أشغال الدورة الحادية عشر العادية لقمة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي المقررة ابتداء من غد الاثنين ويدوم يومين. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وصل بعد ظهر أمس، إلى منتجع شرم الشيخ بعد أن غادر الجزائر صبيحة نفس اليوم. ويناقش الزعماء الأفارقة في أشغال الدورة ال11 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي كيفية تحقيق أهداف الألفية للتنمية بالنسبة لمياه الشرب والتطهير. ويحتوي جدول أعمال القمة على نقاط أخرى مرتبطة بقضايا السلم والأمن في القارة الإفريقية. ومن المقرر أن يشارك الرئيس بوتفليقة على هامش أشغال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد أشغال الدورة ال19 للجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتنفيذ مبادرة النيباد والدورة التاسعة لمنتدى البلدان المشاركة في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء. ومن جهة أخرى كانت للوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أمس نشاط مكثف تراوح بين مشاركته الفعالة في مختلف اللقاءات التي سبقت القمة وبين عقد لقاءات ثنائية مع عدة مسؤولين أفارقة ومن دول أخرى. وفي هذا السياق دعا السيد مساهل الذي وصل قبل أيام إلى شرم الشيخ لتمثيل الجزائر في التحضيرات لهذه الاجتماعات، المشاركين في اجتماع المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي إلى إعادة تركيز النقاش حول الأسباب الحقيقية للأزمة الغذائية التي تعرفها إفريقيا والعالم بأسره. وتطرق خلال النقاشات التي دارت حول "أهداف الألفية من أجل التنمية والأزمة الغذائية "التي ميزت اليوم الثاني من أشغال المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي إلى الفوضى التي يعرفها الاقتصاد العالمي والوعود التي لم يوف بها من طرف شركاء التنمية وأوضح أن ارتفاع أسعار البترول ليس سوى أحد مظاهر هذه الأزمة الاقتصادية والتي تؤثر سلبا حتى على اقتصاديات الدول الإفريقية المنتجة للبترول نفسها خاصة فيما يتعلق بالميزانية الغذائية التي أصبحت "جد مهمة"، نظرا لارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور قيمة الدولار. وعلى هامش المناقشات أجرى السيد مساهل محادثات مع رئيسة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب السيدة سانجي ماسيهومو موناغينغ، ومع وزراء خارجية تركيا وكوبا والصين. وفي اللقاء الذي جمعه بالسيدة سانجي ماسيهومو موناغينغ تطرق السيد مساهل إلى التعاون والحوار بين الجزائر وهذه الهيئة الإفريقية المكلفة بترقية وحماية حقوق الإنسان في إفريقيا. وتركزت المحادثات التي أجراها على انفراد مع وزراء خارجية تركيا وكوبا والصين على التوالي السادة علي باباجان، وفيليب ييريز روك، ونائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون على المسائل المدرجة ضمن الأجندة الدولية والشراكة الموجودة بين إفريقيا وهذه الدول. وعلى صعيد آخر وعشية انطلاق قمة مجلس السلم والأمن في إفريقيا المقررة اليوم الأحد، أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي الجزائري رمطان لعمامرة، أن قمة مجلس السلم والأمن في إفريقيا ستعكف على دراسة مختلف بؤر التوتر التي تعيشها القارة الإفريقية. وأوضح في تصريح للصحافة الوطنية على هامش أشغال اليوم الثاني لاجتماع وزراء خارجية الدول الأفريقية، أن "احتلال مسائل السلم والأمن في القارة صدارة اللقاءات الإفريقية ليس خيارا للقادة الأفارقة بقدر ما هو استجابة لضرورة استدعتها تراكمات المسائل المتعلقة بالسلم والأمن". وأشار في هذا الصدد إلى أن قمة مجلس السلم والأمن ستستمع إلى عرض حول تقرير شامل تقدمه المفوضية الإفريقية يتضمن أوضاع الأمن والسلم على مستوى القارة. وسيتم خلال هذا اللقاء "تسجيل 6 بؤر توتر في طريقها إلى الحل من جملة 12 فيما تتطلب الست الأخرى بذل مجهودات أكبر". ومن بين هذه الأزمات التي تحظى باهتمام كبير أشار المتحدث إلى النزاع في الصومال والأوضاع بين جيبوتي واريتريا. وبخصوص دور الاتحاد الإفريقي في حل هذه النزاعات أكد مفوض السلم والأمن أن الاتحاد يقوم بدوره وهو "متواجد أحيانا سياسيا وأحيانا أخرى عسكريا في عدد من الأقاليم الإفريقية التي تعيش مشاكل" .