قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أنه على بعد أسابيع من تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016، ويومين على إختتام قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، سعداء بنجاح الأولى وواثقين من نجاح الثانية وأضاف سهرة أول أمس ضمن ليلة تسليم مشعل قسنطينة للثقافة العربية لصفاقس عاصمة الثقافة العربية بتونس وبحضور سنيا مبارك وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية ونخبة من الوجوه الفنية والثقافية أن إحتضان تونس لهذا الحدث الكبير اليوم يجعلنا نشعر أنه حدث واحد بين الشعبين الصديقين، وأنه لم يكن سنة هنا وسنة هناك بقدر ما كان سنتين هنا وهناك، وكأن عاصمة الثقافة العربية تدخل عامها الثاني بتونس دون أن تغادر قسنطينة، وأوضح ميهوبي خلال هذا الحفل انه أراد تكريس تقليد جديد بين العواصم الثقافية من خلال تسليم مشعل التظاهرة معتبرا مستوى العلاقات بين الجزائروتونس بالمثالي في شتى المجالات وأكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن تنظيم حفل خاص بالتسليم الرمزي لمشعل يمنحنا فرصة كبيرة للتعاون المثمر خاصة بالنظر للروابط التاريخية والثقافية والحضارية بين الشعبين الشقيقين الجزائريوالتونسي موضحا إن مكونات مجتمع اليوم هي ثقافة الغد و ثقافة المستقبل تأسست على مكونات مجتمعات الأمس وهي مشتركا إنسانيا متعدد وتسائل وزير الثقافة هل لمدينة صفاقس علاقة بتسمية الملك النوميدي سيفاكس، لأن أغلب الباحثين يشيرون أنها تأسست في القرن 9 ميلادي، وقال ميهوبي أنه مع فكرة أن تتصالح سيرتا مع قرطاج وأن يصافح ماسينيسا صيفاقس، ونحن نفتح الجسور التي تمتد من جسور سيرتا إلى خليج قابس، وأشار أن أجمل ما في الثقافة أنها هي الإسمنت المسلح الذي تمتد من خلاله جسور سيرتا ليصل فوقها الإبداع والفكر والمعرفة ، إننا نسعى أن تكون الثقافة منطق الإنسانية الجديد الذي نستعيد جوهرها ونبتعد عن صدى التطرف والكراهية والأحقاد واحتضان تونس يمنحنا يضيف وزير الثقافة فرصة في تعميق التعاون الثقافي المثمر لنستعيد مشتركنا الثقافي والمعرفي والتاريخي ، مشيرا إلى تمازج الدم الجزائريوالتونسي في مجزرة ساقية سيدي خلال الثورة التحريرية وعبر الوزير عن أمنيته بنجاح تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016، كما جدد الوزير التأكيد على إرادة الجزائر في الوقوف إلى جانب تونس التي تواجه "محاولات المساس باستقرارها وأمن شعبها المسالم والمحب للحياة"، وسيكون هذا الحدث الثقافي المنتظر شاهدا على "المصالحة" بين الملكين صفاقس و ماسينيسا حسب تعبير الوزير عز الدين ميهوبي. من جهتها سنيا مبارك وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية شكرت مدينة الجسور المعلقة قسنطينة على تألقها المبكر وأضافت "شكرا للجزائر الشقيقة على كرمها المستفيض وشكرا لإخواننا في وزارة الثقافة على الحفاوة، شكرا للجغرافيا والتاريخ الذي جعلنا أحبة متجاورين ، إمتزجت دماؤنا نسبا قبل أن تمتزج شهادة في سبيل الحرية ، من ملحمة يوغرطة إلى ملحمة ساقية سيدي يوسف كما شكرت وزيرة الثقافة التونسية المنظمة العربية للثقافة والعلوم واعتبرتها منارة تشع من خلالها الثقافة العربية لمد جسور المحبة من المحيط إلى الخليج ومن العروبة إلى الحرية موضحة أن هذه الجسور نمدها إلى شراكات مبنية بين الفاعلين الثقافيين من جهة وبين مصممين لسياسات ثقافية في سبيل نهضة ثقافية عربية تتخذ من التنوع منطلقا لتشجيع المشاريع الداعية للسلام والتسامح والتكامل الحضاري بين الشعوب ونحن إذ نأخد المشعل عن إخواننا في قسنطينة بوابة الشرق عاصمة الثقافة العربية لنسلمها لأهلنا في صفاقس عاصمة الجنوب والثقافة العربية 2016، مؤكد أن تونس تسعى عبر رؤية تشاركية تضامنية وتطمح إلى التنمية الثقافية المستدامة وتؤسس لثقافة الحياة والإنفتاح وتقطع ثقافة الموت والجهل والتطرف والإنغلاق. كشفت سنيا مبارك وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية في كلمتها على ملامح برنامج تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية وأهم المشاريع الخاصة بتعزيز البنى التحتية والهياكل الثقافية بصفاقس على غرار تحويل الكنيسة الكاثوليكية إلى مكتبة رقمية تتسع ل100 شخص ، كما تشمل التهيئة والترميمات العديد من المعالم الدينية العريقة لمدينة صفاقس التاريخية حتى تسجل ضمن قائمة التراث الإنساني بمنظمة اليونيسكو فضلا على ذلك كشفت وزير الثقافة والتراث التونسية عن تحويل كورنيش صفاقس وواجهته البحرية إلى فضاء عمومي للترفيه و سيتم برمجة كل المهرجانات الدولية التي تنظمها تونس بمدينة صفاقس، وأشارت وزيرة الثقافة التونسية سنيا مبارك أن الأبواب مفتوحة أمام الأقطار العربية لتقدم ما تراه مناسبا من برمجة ثقافية ودعت الوزيرة في هذا الصدد المثقفين والفاعلين الجزائريين في مجال الثقافة إلى المشاركة في سنة عاصمة الثقافة العربية بصفاقس معربة عن أملها في أن يعطي هذا الحدث لمدينة صفاقس خلال السنة المقبلة "كل الإشعاع الذي تستحقه على غرار قسنطينة سنة 2015". وتميزت سهرة إستلام تونس الشقيقة لمشعل قسنطينة عاصمة الثقافة العربية يحفل فني أحياة نخبة من الأصوات الجزائريةالتونسية وضمنهم الفنان القدير عبد الله المناعي ،الفنانة الشابة يامينة ، من الجزائر والفنان زياد غرسة وصوفيا صادق ومحرزية الطويل من تونس ، وتفاعل الجمهور مع نخبة الأغاني التي مازجت بين مختلف الطبوع الجزائرية المشتركة وتفاعل الجمهور كثيرا مع وصلة الفنان الجزائري عبد الله المناعي الذي أعاد مجموعة من أهم أغانيه بإيقاعاتها السوفية الخفيفة وكلماتها النظيفة كما تجاوب الجمهور مع أغاني الفنان زياد غرسة في فن المالوف التونسي حيث أتحفهم بروائع ريبرتوار طابع المالوف الذي يلتقي مع مدرسة المالوف بقسنطينة وروحه.