مثل أمس، ثلاثة أشقاء أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، من بينهم مقاول بتهمة تهجير »الحراقة« من شاطئ عين الترك نحو اسبانيا، بعدما تقدّم ثمانية ضحايا من بومرداس من بين 28 بشكوى ضدّهم بسبب استيلائهم على أموالهم المقدّرة ب 10 ملايين سنتيم عن كلّ شخص دون الهجرة فعلا. فيصل.ب انكشف أمر الإخوة الثلاثة الذين كانوا ينظّمون الرحلات البحرية السريّة نحو السواحل الإسبانية إنطلاقا من شواطئ عين الترك، بعدما تقدّم ثمانية شبّان ينحدرون من ولاية بومرداس بشكوى لدى مصالح الدرك الوطني في أعقاب عجزهم عن استرجاع أموالهم التي دفعوها لمنظّمي الرحلة والمقدّرة ب 10 ملايين سنتيم عن كلّ فرد، وتعود وقائع القضيّة إلى 24 أفريل من السنة الفارطة. وقامت مصالح الدرك الوطني بتوقيف المتّهمين الثلاثة بناء على الشكوى المذكورة وحين تفتيش مسكنهم العائلي بعين الترك تمّ العثور على زورق مطاطي، وسبق للضحايا وأن صرّحوا بأنّهم تنقّلوا إلى مسكن المتّهم المدعو »ه.ن« بعين الترك أي أقاموا هناك مدّة أسبوع داخل مستودع ثمّ توجّه بهم نحو مسكن شقيقته ببلدية العنصر وقام بتجريب محرّك القارب أمام أعينهم، إلاّ أنّ الرحلة لم تتّم، وبناء على ذلك نشب شجار بينهم على إثر مطالبتهم باسترجاع أموالهم، مؤكّدين أنّ هذا الشخص متعوّد على تنظيم رحلات »الحرقة« وأنّه تنقّل إلى بومرداس أين قبض جزءا من المبلغ المتفّق عليه لتهجير 28 شابّا وكان ذلك بعد اتصالات مع وسيط ينحدر من بومرداس متواجد باسبانيا حاليا، إلاّ أنّ المتّهمين الثلاثة أنكروا أمام محكمة الجنايات أمس، معرفتهم بهؤلاء الأشخاص أو وجود علاقة لهم بتهجير »الحراقة«، حيث قال المتّهم الرئيسي أنّه مقاول وأنّه هاجر إلى اسبانيا في 2006 بحرا وعاد بعد ثلاثة أشهر بسبب عدم عثوره على عمل مناسب، أمّا شقيقاه فقد أكّدا أنّهما يتاجران بمواد البناء وأنّهما لا علاقة لهما بالحرقة. وبناء على وقائع القضيّة فقد التمس ممثّل النيابة إدانة اثنين منهم بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دج، وتطبيق القانون بالنسبة للمتّهم الثالث، وفقا لقانون العقوبات المعدّل والذي يفرّق ما بين الجنح والجنايات فيما يتعلّق بهجرة الأشخاص ومنظّمي الرحلات والذي جاء بعد استفحال هذه الظاهرة خصوصا بالسواحل الغربية القريبة من السواحل الإسبانية والتي تبنى عليها أحلام الشباب من مختلف ولايات الوطن، مقابل دفع الملايين لشبكات تنظيم الحرقة التي أصبحت ثرية في لمح بالبصر وأقامت مشاريع كبرى بأموال مفقودين وموتى وآخرين وصلوا بأعجوبة إلى سواحل إسبانية لكنّهم رحّلوا إلى بلدهم بتهمة الهجرة غير الشرعية.