يشهد سعر لحم الدجاج استقرارا ملحوظا منذ عدة أسابيع مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، مقابل ذلك تعرف أسعار مختلف أنواع الفواكه التهابا ملفت للانتباه إلى درجة أنها أصبحت بعيدة عن متناول الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، فيما بقيت أسعار الخُضر تتأرجح بين الارتفاع والاستقرار وهي عادة أصبحت تتسم بها هذه الفترة من السنة بالنظر إلى الدورة الإنتاجية..يأتي ذلك قبل حوالي خمسة أسابيع عن شهر رمضان الكريم وموازاة مع تراجع ملحوظ في القدرة الشرائية للمواطنين. التهبت أسعار مختلف أنواع الفواكه بشكل غير مسبوق، بحيث أصبحت بعيدة عن متناول الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وحسب بعض التُجار فإن عملية تقليص استيراد بعض المواد أدت إلى نقص هذه الأخيرة في السوق ما أدى إلى الاعتماد على الإنتاج الوطني، ومنه، تمكين المُضاربين من السيطرة على السوق وفرض الأسعار التي يُريدونها، أي تخزين السلع ثم اللجوء إلى توزيعها بطريقة تُبقي الأسعار مرتفعة والتحجج بقانون العرض والطلب.. والمُلاحظ أنه حتى النوع الرديء من فاكهة البرتقال، أي الموجه للعصير، الذي كانت جل العائلات تلجأ إليه لضمان التحلية بعد الأكل، أصبح خارج القدرة الشرائية لهذه العائلات بعدما ارتفع سعره في ظرف قصير من 40 و50 دج إلى ما بين 130 و150 دج للكيلوغرام الواحد، فيما يتراوح سعر البرتقال العادي بين 200 و300 دج، أما تفاح الجزائر الذي كان سعره يتراوح السنة الماضية بين 140 و180 دج فقد ارتفع إلى ما بين 300 و350 دج، والتفاح المُستورد بين 400 و450 دج والموز بين 200 و240 دج، نفس الشيء بالنسبة للفراولة، فرغم كونها في موسمها إلا أن أسعارها لا تزال تتراوح بين 180 و250 دج. عكس ذلك، يشهد سعر لحم الدجاج منذ أكثر من شهرين، عبر كافة أسواق الجزائر العاصمة ومختلف الولايات، استقرارا ملحوظا بحيث تراوح سعره بين 200 و230 دج للكيلوغرام الواحد، ما جعل جل العائلات تُركز غذاءها في مجال اللحوم على هذه المادة باعتبار أن دجاجة واحدة بوزن كيلوغرامين يبلغ سعرها 400 دج، ورغم كون بعض الإشاعات بدأت تتحدث عن ارتقاب ارتفاع سعر هذه المادة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أي موازاة مع حلول شهر رمضان، إلا أن بعض التُجار يستبعدون هذه التوقعات كون سعر الدجاج لم يتجاوز شهر رمضان الفارط 280 دج، ويرى هؤلاء أن سعره سيبقى يتراوح هذا العام بين 200 و250 دج. أما أسعار مختلف أنواع الخُضر، فتعرف بدورها تأرجحا بين الاستقرار حينا والارتفاع أحيانا أخرى وذلك بالنظر إلى موسم كل نوع، ففي وقت شهد فيه، مثلا، سعر الجزر واللفت والطماطم ارتفاعا من 40 إلى 70 دج للكيلوغرام، تراجع سعر الفلفل من 150 إلى ما بين 100 و80 دج، نفس الشيء بالنسبة لسعر الفول الذي تراجع من 100 دج إلى ما 60 دج، فيما بلغ سعر الكوسة 80 دج والبصل الأخضر 50 دج واليابس 90 دج والخيار 70 دج والبازلاء »الجلبانة« 100 دج والبطاطا بين 40 و50 دج والباذنجان والبيطراف 70 دج، أما المانجتو فسعرها بلغ أمس 300 دج نفس الشيء بالنسبة لليمون الذي ارتفع سعره إلى 150 دج. أمام هذه المُعطيات وعشية شهر رمضان، يُبدي عديد المواطنين تخوفاتهم من توجه الأسعار نحو الارتفاع واستغلال المُضاربين، كالعادة، هذه المناسبة الدنية لتحقيق الربح، تخوفات تأتي موازاة مع تراجع القدرة الشرائية لعديد العائلات بالنظر إلى التراجع غير المسبوق الذي شهدته عملة الدينار ناهيك عن ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية وغير الغذائية الأخرى، في المقابل تُؤكد السلطات الرسمية على لسان وزير التجارة أن جميع المنتجات واسعة الاستهلاك ستكون متوفرة خلال الشهر الفضيل دون اضطراب أو مضاربات.