ارتفعت أسعار الخُضر هذه الأيام بشكل ملفت للانتباه وإلى حد أصبحت بعضها تتجاوز أسعار الفواكه وهو حال مادة القرعة أو »الجريوات« التي بلغ سعرها 300 دج للكيلوغرام الواحد أي ما يُعادل كيلوغرامين من فاكهة الموز أو ثلاثة كيلوغرامات من البرتقال، ولا يقتصر الارتفاع في الأسعار على المادة المذكورة بل مس جل أنواع الخُضر والسبب دائما يبقى حسب التجار ارتفاعها في أسواق الجملة والمُضاربة طبعا.. وذلك في غياب سياسة ضبط مُحكمة من قبل السلطات المعنية. يبدو أن العائلات الجزائرية ستُودع سنة 2013 على وقع ارتفاع »جنوني« في أسعار المواد الغذائية، فبعد الالتهاب الذي شهدته مؤخرا أسعار بعض أنواع الحبوب كاللوبيا التي تراوح سعرها بين 280 و 300 دج للكيلوغرام الواحد والحمص 250 دج..ها هي أسعار بعض أنواع الخُضر تتجه نحو نفس المسار بحيث وصل الأمر إلى غاية منافستها لأسعار الفواكه وهو الحال مثلا لمادة الكوسة أو »القرعة« أو ما يُعرف في بعض المناطق ب»الجريوات« التي بلغ سعرها أمس بعديد أسواق العاصمة بين 280 و300 دج للكيلوغرام الواحد وهو سعر بإمكانك أن تقتني به كيلوغرامين اثنين من الموز باعتبار أن سعر الكيلوغرام الواحد من هذه الفاكهة يتراوح بين 130 و150 دج كما بإمكانك أن تقتني بنفس السعر ثلاثة كيلوغرامات من البرتقال التي يبلغ سعرها 100 دج للكيلوغرام. نفس الشيء سجلناه بالنسبة لأسعار مختلف أنواع الخُضر الأخرى، فمادة البطاطا تراوح سعرها بين 40 و50 دج والطماطم بين 100 و 130 دج و »الشيفلور« 120 دج ومادة »الكرم« 140 دج والجزر والبسباس واللفت بين 60 و 70 دج والخس بين 60 و80 دج والفلفل 180 دج للكيلوغرام و»المانجتو« 200 دج، أي ما يُعادل كيلوغرام واحد من التُفاح ذو الجودة العالية، واللوبياء الخضراء أو ما يُسمى ب»لاقريني« ب 240 دج والخيار 120 دج..وهي أسعار تُنافس بقوة وتتجاوز بالنسبة لبعضها مختلف أنواع الفواكه، وهو أمر غير منطقي تماما وعكس ما يحدث في دول العالم. وفي هذا السياق، شدد عديد المواطنين الذين تحدثوا إلينا على أن هذه الأسعار مرتفعة جدا وليست في متناول العائلات الفقيرة وكذا جل العائلات المتوسطة باعتبار أن استعمال مثل هذه المواد يومي وليس مناسباتي أو اختياري، خاصة بالنسبة للعائلات التي تتكون من خمسة أفراد أو أكثر، وابدي هؤلاء استياءهم من هذه الظاهرة التي تعود كل مرة دون أن تلقى إجراءات رادعة من قبل السلطات العمومية مبدين أسفهم كون الارتفاع في الأسعار يأتي موازاة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى. في سياق متصل، مس ارتفاع الأسعار، ونحن لم ندخل بعد فصل الشتاء، مختلف أنواع اللحوم بحيث عاد سعر الدجاج إلى مستوى 300 و320 دج للكيلوغرام في وقت بلغ فيه سعر السردين 400 دج ولحم »الداند« بين 320 و360 دج و»السكالوب« بين 680 و700 دج للكيلوغرام، أما أنواع اللحوم الحمراء، فمعروف أن أسعارها تبقى دائما بعيدة عن متناول الطبقة الفقيرة والمتوسطة، أي بين 800 و1400 دج للكيلوغرام الواحد حسب النوعية. وكالعادة في مثل هذه الفترة من السنة، أرجع جل التجار الذين تحدثوا إلينا هذا الارتفاع إلى سببين أساسين، الأول يتمثل في نقص عمليات الجني بسبب الأمطار أو نقص في إنتاج مادة من المواد والثاني، يتمثل في استغلال المُضاربين لهذا الوضع عبر تخزين المواد ودفع الأسعار إلى الارتفاع وهو الشيء، يُؤكد معظم التجار، الذي سيتواصل طيلة فصل الشتاء.