تشهد محلات بيع لحم الدجاج هذه الأيام إقبالا ملحوظا من قبل العائلات الجزائرية لاقتناء وتخزين هذه المادة الحيوية التي بقيت أسعارها مستقرة منذ حوالي أربعة أشهر، ويعود سبب هذا الإقبال إلى تخوف المواطنين من التهاب الأسعار خلال شهر رمضان المقبل خاصة وأن الظرف الاقتصادي للأسر يختلف تماما عن السنوات الماضية بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ف. بعيط تختلف الظروف العامة التي يأتي فيها شهر رمضان المُعظم هذه السنة، الذي لم يبق عليه إلا أربعة أسابيع، عن تلك التي شهدتها السنوات الماضية، فالقدرة الشرائية لعديد الأسر تراجعت بشكل ملحوظ بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد جراء تراجع أسعار النفط، ناهيك عن آلاف العُمال الذين سُرحوا من عملهم في ظل الانخفاض غير مسبوق لقيمة الدينار، بحيث أصبحت ورقة 2000 دج لا تعني شيئا فما بالك بورقة 1000 دج. أمام هذه المُعطيات، تجتهد جل العائلات في إيجاد الطرق الكفيلة بضمان تسيير عقلاني للأجر الشهري خلال هذه المناسبة الدينية التي كثيرا ما تشهد ارتفاعا ملحوظا في المصروف اليومي، وقد لجأت بعضها إلى اقتناء كميات من لحم الدجاج وتخزينها لشهر رمضان مبررة ذلك بالخوف من احتمال التهاب هذه المادة الحيوية خلال الأيام المقبلة، علما أن لحم الدجاج شهد منذ حوالي أربعة أشهر استقرارا في الأسعار، وبلغ الكيلوغرام الواحد بين 190 و 220 دج، لكنه بدأ في الارتفاع منذ أربعة أيام إلى ما بين 230 و 240 دج، ومعروف كذلك أن سعر هذه المادة بلغ السنوات الماضية إلى حدود 450 دج للكيلوغرام في مثل هذه المناسبات. وقال أحد المواطنين وهو أب لأربعة أطفال »ليست المرة الأولى التي ألجأ فيها لشراء الدجاج ومواد أخرى عشية هذه المناسبة لأننا اعتدنا على ارتفاع الأسعار وأنا شخصيا أصبحت لا أثق في تطمينات المسؤولين« نفس الشيء أكدته أم لثلاثة أطفال بأحد محلات بيع الدجاج بسوق »كلوزال« وسط الجزائر العاصمة قائلة »لم نشهد منذ سنوات انخفاض سعر الدجاج مثلما شهدناه الأشهر الأخيرة، لكن مع اقتراب رمضان الأسعار بدأت ترتفع وبدون شك سترتفع أكثر لذلك أنا اشتريت 8 دجاجات وهي تكفيني طيلة هذا الشهر الفضيل«. وبدوره، أكد لنا بعض تجار محلات التجزئة المتخصصة في بيع اللحوم البيضاء، أن الأيام الأخيرة شهدت فعلا إقبالا متميزا من قبل المواطنين على هذه المادة الحيوية وتوقعوا أن ترتفع أسعاره خلال الأيام المقبلة وهو ما يحدث، يقولون، كل سنة في مثل هذه المناسبات، وبرأيهم فإن الأسعار لن تتجاوز 300 دج في حال ارتفاعها. وليس سعر لحم الدجاج لوحده الذي بدأ يتجه نحو الارتفاع، مع قدوم شهر رمضان، فأسعار الخُضر كذلك عرفت الأيام الأخيرة نفس المسار، بحيث سجل سعر الجزر واللفت والطماطم ارتفاعا من 40 إلى 70 دج للكيلوغرام، فيما تراجع سعر الفلفل، وهو في موسمه، من 150 إلى ما بين 70 و100 دج، كما بلغ سعر الفول 60 دج وسعر القرعة بين 90 دج و120 دج والبصل الأخضر 40 دج واليابس 90 دج والخيار 70 دج والبازلاء »الجلبانة« بين 120 و140 دج والبطاطا بين 40 و50 دج والباذنجان والبيطراف 70 دج. أما أسعار الفواكه فحدث ولا حرج، ففاكهة الفراولة لا تزال تتراوح بين 150 و200 دج وفاكهة الزعرور أو المشيمشة أو ما يُسمى بالبشملة تراوح سعرها أمس بين 120 و200 دج، حسب النوعية والبرتقال الموجه للعصير بين 120 و140 دج والبرتقال العادي بين 200 و300 دج، أما التفاح فيتراوح سعره بين 300 و400 دج، والموز بين 220 و240 دج والبطيخ الأحمر بين 70 و100 دج، ما يعني أن بطيخة واحدة بوزن 5 كيلوغرام يبلغ سعرها 500 دج. يحدث هذا في وقت أكد فيه وزير التجارة، بختي بلعايب، مؤخرا أن المنتوجات ستكون متوفرة بشكل كافي خلال رمضان وهو ما سيُحافظ على استقرار الأسعار.