قام، أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال بزيارة عمل لولاية تيزي وزو عاين ودشن خلالها مشاريع تنموية واستثمارية تابعة للعديد من القطاعات، حيث صرح خلال تفقده لمشتلة "الكون الأخضر" أن "عصر البترول قد ولى ولا بد من تطوير قطاعات أخرى"، كما شدد على فتح جناح بالمكتبة الجديدة بالولاية يخصص حصريا للكتب باللغة الأمازيغية. وكانت أول محطة للوزير الأول في زيارة العمل لولاية تيزي وزو الذي رافقه فيها وفد وزاري ببلدية تادميت أين زار المشتلة التابعة للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية "جرجرة"، أين تلقى شروحات وافية عن القطاع الفلاحي بالولاية التي تعد حوضا للعديد من المنتجات كالحليب وزيت الزيتون واللحوم الحمراء، وألح سلال بالمناسبة على ضرورة رفع المنتوج الفلاحي الوطني مع احتمال وجود فائض والتوجه نحو تصدير منتوجات هذا القطاع تماشيا والسياسة الوطنية المرتكزة على تنويع المنتوجات خارج المحروقات قائلا أن "عصر البترول قد ولى لا بد من تطوير قطاعات أخرى". وتنتج هذه المشتلة التي دخلت النشاط في الفاتح يناير من سنة 2013 نباتات غابية وأخرى فاكهة ونباتات طبية وزهور، كما وتتيح هذه المشتلة "الكون الأخضر" التي تتوفر على 28 بيت بلاستيكي و 0.25 هكتار خارج البيوت البلاستيكية مخصصة لنباتات الزينة و 41 بيت بلاستيكي آخر ومساحة 1.5 هكتار خارج البيوت البلاستيكية مخصصة لنباتات الفواكه لمحبي النباتات أنواع مختلفة من هذه الأخيرة التي صنعت لنفسها سمعة وتستقطب منذ إنشائها أعداد متزايدة من الزبائن. وتسعى هذه المشتلة إلى إنتاج وتسويق سنويا ما قيمته مليون نبتة منها 500 ألف نبتة زيتون و 380 ألف غيرها إلى جانب 120 ألف نبتة مثمرة تتوزع بين لوز وكرز وتين علاوة على 300 ألف نبتة تزيينية من شتى الأنواع، كما تضمن إنتاجها ل1.200.000 نوع من النباتات الغابية على غرار الفلين والبلوط والسرو وغيرها من النباتات التي تكيفها المشتلة وفق ما تتوفر عليه المنطقة من ثروة غابية وأشجار مثمرة. وتطلب انجاز هذا المشروع الذي يتربع على مساحة 15 هكتار منها 12 هكتار مساحة فلاحية مستغلة غلاف مالي بقيمة 122.629 مليون دج وتتوفر على حاجز مائي ونقب وغرفة تبريد وحوض مائي بسعة 150 م3 و80 لوحة ضوئية ووحدة تجارية "الكون الأخضر" وجناح إداري وغيرها، ناهيك عن قاعة كافتيريا وفضاء للعب يجلب كثيرا العائلات. سلال يشرف على انطلاق الملتقى الوطني حول التعليم القرآني المحطة الثانية في زيارة الوزير الأول كانت شارع ستيتي الواقع جنوب غرب مدينة تيزي وزو أين أشرف على تدشين المكتبة الرئيسية للقراءة العمومية، الذي انطلقت الأشغال به خلال سنة 2010 حيث خصص له غلاف مالي يفوق 504 مليون دج، والذي يقع في ستة طوابق إضافة إلى طابق تحت- أرضي، كما يحوي على رصيد من الكتب يقدر ب10 ألاف مؤلف. وفي هذا الإطار أعطى سلال تعليمات بفتح جناح للكتب باللغة الأمازيغية، كما طالب بتمديد ساعات عملها إلى غاية منتصف الليل، موضحا "لقد شيدنا الكثير يجب الآن التفكير في جعل هذه المنشآت المنجزة أكثر مردودية وربح"، مشددا على مضاعفة رصيدها إلى 20 ألف مؤلف، كما دعا إلى برمجة عمليات توأمة مع نظيراتها بالخارج. بعدها أشرف الوزير الأول في على إفتتاح الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول "التعليم القرآني"، وذلك بدار الثقافة مولود معمري. ويحمل هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية بالتعاون مع تنسيقية زوايا الولاية شعار "ثقافة المواطنة في القرآن الكريم". ويحضر هذا اللقاء أئمة وشيوخ زوايا من كامل ولايات الوطن. وفي كلمة ألقاها خلال هذه المناسبة، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن الطبعة القادمة للمسابقة الدولية للقرآن ستعرف مشاركة 70 دولة منها دول أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ودول أخرى لها جاليات إسلامية. قطاع الصحة يتدعم بمستشفى للكشف ومعالجة السرطان ومن المشاريع الهامة التي أشرف على تدشينها سلال خلال زيارته المؤسسة الإستشفائية الخاصة "الشهداء محمودي" المتخصصة في الكشف ومعالجة السرطان، وتعد هذه المؤسسة الإستشفائية الخاصة التي قام بإنجازها الطبيب المختص في الأشعة ونائب رئيس الشركة الجزائرية للأشعة والتصوير الطبي الدكتور سعيد محمودي بمثابة مركز مرجعي في الكشف ومعالجة السرطان بمختلف أنواعه وفي كل مراحل تطور المرض. وطلب الوزير الأول من صاحب هذه المؤسسة المجهزة بتكنولوجية متقدمة وفريدة من نوعها في الجزائر باستقطاب المرضى من الخارج بهدف جعل تجهيزاته مربحة، مؤكدا أن استثمارات القطاع الخاص يجب أن تستهدف التخصصات الكبرى وأن تتوجه لاقتناء التجهيزات الطبية الكبرى لمواكبة تلك التي هي في القطاع العام. وحسب تصريح للمدير المحلي للصحة والسكان و إصلاح المستشفيات فإن المشروع هو في طور الانتهاء وسيتم تسلمه مع نهاية السنة الحالية. ويعتبر المستشفى الذي يتسع ل 120 سرير منها 48 سريرا مخصصة للاستشفاء الأول من نوعه على مستوى ولاية تيزي وزو وهو متواجد على مستوى شارع كريم بلقاسم للمدينة الجديدة لتيزي وزو كما أنه يحتوي على كل المصالح الضرورية للتكفل بالمرضى الذين يعانون من هذا الداء. ويتوفر هذا المستشفى على مركز للأشعة مجهزة بطاقم تقني كامل للكشف وعدة أجهزة متطورة هي الأولى من نوعها، كما يضم تسع مستويات وناهيك عن فريق من الأطباء المختصين في مختلف التخصصات. ..وربط 1500 مسكن ببني يني بالغاز الطبيعي كما اشرف الوزير الأول على الربط بالغاز الطبيعي لزهاء 1500 عائلة تقطن بقرية بني يني، كما اطلع على برنامج القطاع الذي يهدف لاستدراك التأخر المسجل في الولاية، حيث تم تخصيص 46.5 مليار دج في الفترة الممتدة ما بين 2004 و 2014 في إطار مختلف البرامج المسجلة، كما استفادت الولاية في إطار المخطط الخماسي 2010/2014 من عملية ربط 7080 عائلة موزعة عبر بلديات زكري واكرو وآيت شفعة. وخصص لهذه العملية غلاف مالي قدره 2572 مليار دج لانجاز خط أنابيب قطره 16 بوصة والذي سيربط ولاية تيزي وزو ببجاية على طول إجمالي يقدر ب 51.8 كلم لانجاز شبكة استرجاع بين المقاطعتين، وسيسمح هذا الخط فريحة- زكري- سيدي عياد بربط بالغاز الطبيعي تسع بلديات بالولايتين. وبخصوص نسبة الربط المسجلة حاليا بتيزي وزو فقد بلغت 73.37 بالمائة تمثل 225.463 عائلة منها 191.934 تم ربطها حسب الأرقام التي قدمتها المديرية المحلية للطاقة. ورغم الصعوبات المتمثلة في التضاريس الوعرة بالمنطقة واعتراض السكان على مرور الشبكة بالإضافة إلى ضيق الشوارع والممرات بالقرى والمداشر تحصي الولاية 667 قرية من أصل 1500 التي تحصيها تم ربطها بالغاز الطبيعي و785 أخرى هي في طور الربط. ومع نهاية هذه البرامج المسجلة لفائدة الولاية ستكون 67 بلدية التي تضم 1513 قرية عبر الولاية مزودة بهذه الخدمة. وفي غضون 15 سنة تضاعفت نسبة الربط بالغاز في الولاية بعشر مرات حيث قفزت من 7.5 بالمائة أي 21.154 عائلة سنة 1999 إلى 73 بالمائة حاليا أي 225400 عائلة. وضع حجر الأساس لتوسعة مصنع نوفو نورديسك كما أشرف سلال على وضع حجر الأساس لتوسعة مصنع الأدوية عن طريق الفم المضادة للسكري نوفو نورديسك الواقع بالمنطقة الصناعية لواد عيسي. وستسمح أشغال توسعة هذه الوحدة الصيدلانية التي تقدر ب 10 مليون أورو برفع المنتوج السنوي لمصنع تيزي وزو للأدوية المضادة للسكري من النوع 2 (المتناولة عن طريق الفم ) من 600 مليون إلى حوالي مليار واحد قرص. وسيسمح ذلك من تغطية احتياجات السوق الوطنية في هذا النوع من الأدوية (الأقراص المضادة للسكري) مع إمكانية التفكير في تصديرها لاحقا.