اتضحت الرؤية بشأن خارطة الطريق التي يسعى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تحقيقها تحسبا للمرحلة المقبلة، فبعد أسبوعين فقط من تزكيته أمينا عاما لأول قوة سياسية في البلاد نجح الدكتور ولد عباس إيجاد "وصفة" لحالة الانشقاق التي عانى منها بيت الأفلان لسنوات، بعد أن وجدت دعوته في لم الشمل صداها لدى العديد من كوارد الحزب "الغاضبين". سعى الأمين العام للأفلان بعد توليه قيادة حزب جبهة التحرير نحو توظيف رصيده النضالي والتاريخي في سبيل إعادة اللحمة بين جميع أبناء الحزب، من منطلق قناعته أن التشتت والصراعات لا تخدم مصلحة الحزب الذي يوصف بقاطرة البلاد، في ظل تحديات تواجه البلاد واستحقاقات انتخابية على الأبواب. وقد أكد، أول أمس، الدكتور جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عزمه على مواصلة المشوار الذي قطعه في سبيل لم شمل جميع أبناء الحزب، ملفتا في سياق كشفه عن اللقاءات التي أجراها مع إطارات الحزب السابقين ممن كانوا في خصومة مع القيادة السابقة للأفلان أنه استقبل العديد منهم والذين ابدوا استعدادهم للعودة إلى بيت الأفلان. وفي ذات الإطار أشار ولد عباس إلى أن أول من لبى دعوته للحوار من اجل العودة إلى صفوف الحزب" مؤكدا في الوقت نفسه انه التقى أيضا ممثلي القيادي الأسبق عبد الرحمان بلعياط ويتعلق الأمر بقاسة عيسى مسؤول الإعلام الأسبق بالأفلان، إضافة إلى جعفر بوعلام وعنان. ولأهمية المواعيد الانتخابية "التشريعيات والمحليات" فالأكيد أن الأمين العام للأفلان يحمل رؤية وتصورين واضحين يتعلقان بالتحضير لهذه الاستحقاقات المصيرية التي يعول عليها حزب جبهة التحرير الوطني من أجل تكريس ريادته في الساحة السياسية، خاصة وأن الأفلان يعد في صدارة الداعمين لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وفي هذا الإطار جدد الدكتور ولد عباس في جميع خرجاته التأكيد على دعم برنامج الرئيس، وهو ما تجلى أول أمس بمناسبة لقائه بهيئة التنسيق الموسعة أين تم التطرق إلى مشروع قانون المالية لسنة 2017، حيث دعا نواب الغرفتين "السفلى والعليا" إلى التصويت لصالح هذا القانون الذي صادق عليه مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ويبدو أن الأمين العام للأفلان قد بنى خطاب "العهدة الخمسة" على عدة اعتبارات، ويتعلق الأمر بالانجازات التي تحققت لصالح البلاد منذ اعتلاء الرئيس بوتفليقة سدة الحكم، ناهيك على قدرة الرئيس في معالجة القضايا الجيوسياسية، سيما فيما يتعلق بالحكمة التي ابنتها الجزائر في معالجة الأزمات الأمنية بعدد من دول الجوار والتي مكنت في الوقت نفسه البلاد من إحباط المؤامرات التي تحاك ضدها. وفي سياق آخر التزم الأمين العام لحزب جيهة التحرير الوطني بفرض معايير صارمة في إعداد قوائم الترشيحات للتشريعيات المقبلة، مؤكدا أن الممارسات القديمة "الشكارة" لن يكون لها مكان بعد اليوم، بعد أن أشار إلى أن القواعد هي المخولة بإعداد هذه القوائم"، قبل ان يستطرد بان "الأمين العام هو من سيفصل في هذه القوائم"، في خطوة نحو غلق الطريق أمام التلاعبات التي وقعت في هذا الشأن خلال الاستحقاقات الماضية. وكان الدكتور جمال ولد عباس قد أكد في افتتاح اجتماع هيئة التنسيق الموسعة، بفندق الأوراسي أول أمس، قد دعا جميع مناضلي الأفلان الالتفاف حول الحزب ودعمه في المرحلة المقبلة، واعترف ب"ثقل" المسؤولية التي أوكلت إليه بعد تزكيته أمينا عاما للحزب العتيد خلال أشغال الدورة العادية للجنة المركزية نهاية الشهر المنقضي، مؤكدا أنه يستمد "روح النضال، الالتزام والتضحية" من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.