كشف البروفيسور تابتي مجيد رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية للأطفال والمراهقين بمصحة الشراقة، في تصريح ليومية صوت الأحرار، عن إحصاء أكثر رمن 300 ألف طفل مصاب بمرض التوحد بالجزائر وهذا منذ إطلاق البرنامج الوطني للتكفل بالأطفال المتوحدين يوم 2 أفريل 2016، حيث أشار إلى تأخر عملية تشخيص هذا المرض في أغلب الحالات مما يحول دون ضمان التكفل الجيد بها، ناهيك عن نقص البينات التحتية المتخصصة في هذا الشأن. نظمت، امس، وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، المؤتمر الثاني حول اضطراب طيف التوحد، بالمركز العائلي ببن عكنون، حيث دق الخبراء الذين شاركوا في هذا الملتقى العلمي ناقوس الخطر حول تأخر علمية التشخيص الخاصة بالأطفال المتوحدين، مؤكدين أن العمل ال تحسيسي يلعب دورا جوهريا في تدارك الأمور والارتقاء بعلمية التكفل الطبي لهذه الشريحة من المجتمع اليت باتت تفرض نفسها بقوة. وفي هذا السياق، كشف البروفيسور تابتي مجيد، ان المخطط الوطني الذي تم اعتماده من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات منذ سنة، يشرك كل القطاعات المعنية بعملية التكفل بالأطفال المتوحدين على غرار وزارتي التضامن والتربية الوطنية، عملية التكفل بالنسبة له تبقى جد معقدة لأن التوحد يعتبر اضطرابا ايمائيا يختلف تماما عن التأخر الذهني وبالجزائر تم إحصاء لحد الآن أكثر من 300 ألف طفل مصاب بهذا المرض والرقم مرشح للارتفاع لان العملية لا تزال متواصلة. وتأسف البروفيسور تابتي لنقص الامكانيات المتاحة للتكفل بهذا الكم الهائل من الاطفال المصابين بالتوحد، حيث انه لا يوجد إلا 50 قسم على مستوى التراب الوطني تم فتحهم من طرف وزارة التربية الوطنية لضمان تمدرس الاطفال المصابين بالتوحد وهذا ما يتعارض والهدف الأسمى من عملية التكفل التي نسعى من خلالها إلى إدماج الطفل المصاب فيس الوسط المدرسي على حد تعبيره. ويرى المتحدث، ان التكفل المبكر الذي يفترض أن يكون ما بين سن 18 شهر وسنتين قد يسمح باستدراك 70 بالمائة من الحالة وانقاذها لتمكينها في الاندماج في الحياة بطريقة عادية، اما بعد هذا لاسن فالأمور تزداد تعقيدا خاصة وأننا نسجل حالة توحد من أصل كل 80 ولادة، الأرقام حسب البروفيسور مخيفة وتدعو إلى القلق في الوقت الذي تؤكد فيه كل الأبحاث دور العامل الو راثي وزواج الأقارب كأسباب مباشرة للتوحد، فيما تبقى عوامل أخرى مثل التلوث والارتباط بالتكنولوجيا الرقمية والنظام الغذائي مصنفة ضمن خانة عوامل الخطر ليس أكثر. من جهته كشف ممثل عن وزارة التضامن الوطني عن فتح 117 فضاء من طرف الوزارة الوصية على مستوى مدارس تربوية عبر التراب الوطني يتم حاليا على مستواها التكفل بحوالي 1702 حالة ويؤطرهم م ربون ومعلمون مختصون تم تكوينهم في هذا الشأن، كما أشار إلى ما تم انجازه في سنة 2016 من طرف الوزارة على غرار تنظيم يوم تحسيسي حول مرض التوحد وهو ما سمح بتنظيم مسابقة للرسم تم على اثرها اختيار رسمين لطفلين متوحدين وتم اعتمادهما بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال كطابعين بريديين، ليبقى سمار التكفل طويلا بما يستدعي حسبه شاراك جمعي الأطر اف المعنية بما فيهم الأولياء للتغلب على هذا المرض. ويشار إلى أن مرض التوحد أو الذاتوية هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتوي والتي تظهر عادة في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم وعليه يتوجب وف قما يوصي به كل البخراء على الأولياء أخذ مختلف لأعراض بعين الاعتبار بما يسمح بتكفل مبكر بهذا النوع من الأمراض.