دعت أحزاب المعارضة السلطات السياسية إلى رفع حالة الطوارئ والعمل على تكريس الحريات الإعلامية أكثر بما يمكن جميع الأحزاب السياسية من التعبير عن مواقفها وآرائها أمام الرأي العام، حيث اعتبرتها شروطا أساسية لقيام معارضة حقيقية وإيجابية تساهم في البناء الديمقراطي، وبالمقابل انتقدت ما وصفته بالمعارضة الانتقامية أو تلك الأحزاب التي تطالب بالتدخل الأجنبي. حزب العمال: »نعارض سياسات النظام التي نراها خاطئة« أكد جلول جودي المكلف بالإعلام بحزب العمال، أن حزبه لا يتعارض مع النظام كنظام وإنما يسعى إلى تقويم السياسات الخاطئة التي قد تقرها السلطات، فالمعارضة عند حزب العمال لا تخرج عن نطاق التصدي لأي سياسة قد تضر بمصلحة البلاد، وعليه أشار محدثنا إلى ضرورة تجسيد ممارسة سياسية حقيقية عن طريق فسح المجال أمام الحريات ووسائل الإعلام الثقيلة وتمكين أحزاب المعارضة من التعبير عن مواقفها بوضوح أمام الرأي العام، وذلك في إطار حوار سياسي مفتوح ونقاش مستفيض حول أهم القضايا التي تهم الأمة. وفي سياق متصل، قال جودي، لا يوجد على سبيل المثال ما يبرر حالة الطوارئ ومنع المسيرات، نحن حزب معارض يختلف عن بقية الأحزاب، لأننا نعارض بعض السياسات أو القرارات التي نرى أنها لا تخدم مصلحة البلاد، لكننا لا ننتمي إلى تلك المعارضة التي تؤيد الخوصصة أو تدعو إلى التدخل الأجنبي. وأضاف المتحدث، أن كل حزب له مبادئه ويبقى أن الشعب هو صاحب القرار الأخير، وهو المخول باختيار الحزب أو التشكيلة السياسية التي يراها مناسبة وكفأة لقيادة البلاد، منتقدا دور البرلمان الذي لم يساهم في ارتقاء المعارضة وهو السبب الذي جعل حزب العمال يطالب بحله على حد تعبير جلول جودي. الأفانا: »المعارضة رهينة حالة الطوارئ« أوضح موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أن حزبه يمارس المعارضة السلمية النابعة من فلسفة تغيير أفكار وذهنيات المواطنين قبل المسؤولين، وقال إنه كحزب معارض، حدد أولويات مرتبطة في الأساس بضرورة رفع حالة الطوارئ التي ترهن الممارسة الديمقراطية وتعد عقبة في وجه المعارضة بالجزائر، حيث أنه من غير المعقول أن تسير باقي القطاعات في الدولة في ظل غياب حريات الأفراد والحريات الإعلامية. وبالمقابل أكد تواتي، أنه لا يمكن للمعارضة أن تنطلق من تقسيم الجزائر وتحطيم أملاك الغير، وإنما هي معارضة تهدف إلى تكريس التغيير السلمي والوصول إلى تداول حقيقي على السلطة، وهذا يبقى مرهونا دائما برفع حالة الطوارئ. وعن نشاط البرلمان، انتقد تواتي نقاشات النواب وقال إنها بعيدة كل البعد عن انشغالات المواطنين لا سيما عندما نكون أمام برلمانيين يتناقضون بين تصريحاتهم وطريقة تصويتهم على مشاريع القوانين. النهضة: »لا بديل عن خيار المعارضة الإيجابية« وفي تصور حركة النهضة المتمسكة بخيار المعارضة الإيجابية، فإن الممارسة السياسية في الجزائر لم تأخذ بعدها الجدي، مما يحتم الذهاب نحو إصلاحات سياسية جذرية وعميقة، معتبرة أن هناك نوعا من الغلق الإعلامي الممارس على بعض الأحزاب، وفي ذات الصدد طالبت بفتح المجال الإعلامي، وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ قرابة 19 سنة، لكي تكون الممارسة السياسية ديمقراطية وتعود بالفائدة على مصلحة الوطن. ويرى محمد حديبي أن المعارضة الحقيقية هي التي يتبناها الشعب، حيث أبرز المتحدث مدافعا عن حركته، أن »النهضة« واضحة في خطابها السياسي، قائلا »نحن تبنينا المعارضة الإيجابية والبناءة، وهي معارضة تهدف إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي«، كما حملت تصريحات حديبي انتقادا لبعض الممارسات السياسية بداعي المعارضة من أجل المعارضة، والتي وصفها ب»الانتقامية« والتي أصبحت -حسبه- تبرز لديها أجندة غير وطنية. وبعد أن أشار حديبي، إلى ضرورة التفريق بين المشاركة السياسية والمعارضة، طالب بإعادة الإصلاح السياسي في الجزائر وفق المشاركة الحقيقية ووفق قانون الدولة، داعيا إلى أهمية محاورة الشباب وتأطيرهم، وعدم تغييبهم عن ما يجري في الساحة السياسية. الإصلاح: »نحن ضد التهريج السياسي« من جانبها لم تنف حركة الإصلاح الوطني على لسان أمينها العام جمال بن عبد السلام، وجود معارضة سياسية في الجزائر، غير أنه انتقد الأسلوب الذي تنتهجه بعض الأحزاب في الترويج لأفكارها، مؤكدا أن حركة الإصلاح الوطني، تسعى إلى تقديم البديل من خلال تقديمها أفكارا وطنية، بعيدا عن التهريج السياسي. وقال أمين عام حركة الإصلاح الوطني، إن هناك معارضة اتخذت من السفارات الأجنبية حصنا للاستقواء على الجزائر، في وقت خرجت بعض الأصوات التي تدعي المعارضة إلى لخارج وتهاجم البلاد والأشخاص عن طريق الفاكسات، وأشار بن عبد السلام إلى المبادرات التي قدمتها حركة الإصلاح الوطني كقانون تجريم الاستعمار وتعديل ميثاق الحريات والديمقراطية، والتي اعتبرها ضمن المبادرات المعتدلة والبناءة، التي تبنتها حركته. يشار إلى أننا حاولنا الاتصال بكل من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحزب جبهة القوى الاشتراكية، غير أنه تعذر علينا الحصول على تصريحات من قبل ممثليهما، حول دور أحزاب المعارضة في الجزائر.