دق مسؤولون في الجهاز الأمني ومختصون في علم الإجتماع ناقوس الخطر حول مخاطر استعمال الإنترنت على الأطفال والقصر، في ظل انتشار ظاهرة الحوت الأزرق الذي قال عنه مختصون في ملتقى جهوي ضم رؤساء مديريات الأمن لولايات الشرق أنه يدخل ضمن لجرائم الإلكترونية حيث تم عرض النصوص التشريعية المتعلقة بالجرائم المعلوماتية وطرق مكافحتها، وستنظم في هذا الشأن قافلة توعوية تشارك فيها مديرية النشاط الإجتماعي، مديرية التربية والتكوين المهني ومصالح الأمن، لتفعيل الجانب الوقائي من مخاطر الإنترنت. كشف رئيس المكتب الجهوي للتكوين عميد أول كحول ميلود خلال افتتاحه الملتقى الجهوي حول مخاطر استعمال الإنترنت على الأطفال نظمته المفتشية الجهوية لشرطة الشرق، عن الشروع في الحملة التحسيسية والتوجيهية لفائدة تلاميذ الطور المتوسط والثانوي على مستوى المؤسسات التربوية لناحية الشرق لتحسيسهم مخاطر الإنترنت، وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي. العملية حسبه تتم بالتنسيق مع رؤساء الفرق وحماية الأحداث ورؤساء مصالح التكوين، وخلال الملتقى الذي احتضنته المصلحة الجهوية للمالية والتجهيز قسنطينة شارك فيه ممثلون عن مديرية الشؤون الدينية ورئيس فيدرالية أولياء التلاميذ، الفرق المختصة في مكافحة الجريمة المعلوماتية، رؤساء خلايا الاتصال على مستوى مديريات الأمن، ورؤساء مكاتب التكوين لولايات الشرق، قال العميد أول كحول ميلود أن استعمال الأطفال القصر للإنترنت ظاهرة استفحلت المجتمع الجزائري ومست شريحة واسعة من القصر، حيث باتت تهدد حياتهم، وتسبب لهم أمراضا نفسية، وبات من الضروري أيضا متابعة محتفي الشبكة العنكبوتية الذين يستعملون الإنترنت لأغراض إجرامية أو غير أخلاقية، خاصة وأن الأطفال في ظل غياب الرقابة يجدون سهولة لدخول المواقع، وقد يكتشفون أمورا لا تخطر على البال، مذكرا بدور الأولياء في مراقبة أبنائهم هم يبحرون في مواقع الإنترنت بدون معرفة ما يبحثون عنه، وأوضح المحاضر أن المديرية العامة للأمن الوطني تحرص أشد الحرص على حماية الأطفال من كل الجوانب القانونية والنفسية والتعليمية من خلال إبراز دور مهام الشرطة في التكفل بالأطفال ضحايا الإنترنت من الناحية القانونية. ومن جهته أكد الدكتور محمد زيان رئيس قسم علم الاجتماع لجامعة عبد الحميد مهري 2 قسنطينة في محاضرة قدمها بعنوان: المقاربة السوسيولوجية لخطر الإنترنت على الأطفال، حيث تطرق إلى موضوع الساعة والظاهرة التي عفرتها سنة 2017 المتعلقة بمخاطر لعبة الحوت الأزرق، حيث قال أن المجتمع الجزائري ومنذ 30 سنة من دخوله عالم التكنولوجية، لم يعرف ظاهرة مثل هذه، لاسيما والمؤشرات تلوح بانهيار المجتمع واندثاره كليا في المراحل القادمة، وما يمكن توقعه في المستقبل، منوها بدور عالم الإجماع في إحاطته بالظاهرة في جميع جوانبها. وعلى حد قوله هو فإن المشكلة تكمن في صعوبة التحكم في الإرسال لأن المجتمع خرج من الإطار المحلي وتفتح على العالم الآخر، خاصة المؤسسات التي أصبحت تعتمد على الإنترنت في عملية تسجيل التلاميذ، إلى أن تحول إلى فضاء للتفريغ ونشر الدعاية والتحريض على العنف في الشارع، كما أصبح مجالا لتجنيد الشباب وانخراطه في الجماعات الإٍرهابية، بحيث لم يعد الإنترنت مقتصر على الطبقات الراقية، بل العامة مهما كان السن أو الجنس، أو المستوى العلمي والاقتصادي، ومن هنا تأتي صعوبة الرقابة والمتابعة. وحسب الدكتور زيان فإن الطفل الجزائري في عصرنا يعيش الاغتراب والانفصال داخل الأسرة، لأن الأب والأم في واد وهو في واد آخر، وقد حان الأوان لتغيير اسلوب التعامل مع الطفل من أجل خلق مواطن سليم، مشيرا أن غالبية المنحرفين من الشباب سببه معاملة الأولياء الغير سليمة لأبنائهم وغياب النشاطات البديلة التي تخرج الطفل من عزلته، تخلل اللقاء الجهوي عرض فيلم قصير حول مخاطر لعبة الحوت الأزرق أو اللعبة ألإنتحارية، التي ظهرت في سنة 2013، وهي لعبة تروج للأفكار الانتحارية ، تدوم لمدة 50 يوما انتشرت بشكل مخيف بين المراهقين، وكشف الفيلم أن 19 مليون جزائري يواجهون خطر الحوت الأزرق.