ضيفنا في عدد اليوم، "ملاح مراد"، ابن مدينة خميس مليانة، 52 سنة، متزوج، أب لثلاثة أطفال، متقاعد، بعد أن كان أستاذ انجليزية لمدة 29 سنة، وكذلك مراسل صحفي متخصص في الرياضة ، وعضو في جمعية "أهل المحتاج"، وفي حديث مشوق جمعنا به أخبرنا ملاح عن يومياته الرمضانية وعمله الخيري في الجمعية وأهم نشاطاتها في هذا الشهر الفضيل. وعن تفاصيل يومه في الشهر الفضيل قال "بصراحة إن نشاط الإنسان ينقص في هذا الشهر إلا أنني شخص نشيط ، أنهض باكرا بشكل يومي، وذلك لأنني من الذين يحبون بدء يومهم مبكرا ويستقبلونه بنشاط كبير، ويومي لا يختلف كثيرا عن سائر الأيام أتوجه مباشرة للمسجد أصلي وأتلو القرآن بعد ذلك أعود إلى البيت لأرتاح قليلا ثم بعد ذلك أتوجه "للبلاد" للتسوق واقتناء احتياجات المنزل. أما بالنسبة للفترة المسائية فيكون جد مشغول –حسبه- في الجمعية الخيرية التي ينتمي إليها وينشط بها، وذلك من أجل تقديم وجبة الإفطار للفقراء وعابري السبيل، وأخبرنا أن جمعية "أهل المحتاج"، هي من أنشط الجمعيات على مستوى مدينة خميس مليانة، حيث أنها متعددة النشاطات، أهمها توزيع قفة رمضان، إفطار الصائم وعابري السبيل كما سبق الذكر، تنظيف المساجد، طهارة الأطفال، تكريم حفظة القرآن، مساعدة الفقراء والمرضى، وتنظيم زيارات لإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم، وكذلك ديار العجزة والمسنين، هذه كلها أنشطة تقوم بها الجمعية مع أعضاءها على حد سواء وهذا بتكثيف المجهودات ووضع "اليد فاليد". وبشكل مفصل حدثنا "مراد ملاح"، عن سهرته الرمضانية وكيفية قضائها، فقال أنه يتوجه بعد الإفطار مباشرة إلى المسجد لتأدية صلاة التراويح، وبعد ذلك أعلمنا أنه يلتقي بأعضاء جمعية "أهل المحتاج"، في مقرها الرسمي من أجل الاتفاق على مختلف الأنشطة ومناقشتها في جو أخوي يتخلله البهجة وكذلك"التاي والكاوكاو والقلب اللوز". وحول أهمية شهر رمضان ، تنهد محدثنا وعبر عن حبه الكبير لهذا الشهر حيث قال "إن شهر رمضان بالنسبة إلي هو شهر عظيم، روحي أقرب إلى الله، شهر رمضان الفضيل فرصة للشخص لمراجعة نفسه من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة ومحاسبة النفس وفعل الخير بالدرجة الأولى" حقيقة أنا من الأشخاص الذين يرتاحون جدا في شهر رمضان، أشهر براحة كبيرة على نفسيا، فرمضان بالنسبة لي بمثابة الدواء، فهو فرصة لقراءة القرآن وصلة الأرحام، لذا أجد نفسي أقوى معنويا وأشعر بالطمأنينة، في هذا الشهر أعتكف أكثر وأكثر، أواظب على قراءة القرآن، وعلى الصلوات، في الواقع هذا الشهر ألتزم أكثر، وأتنافس أنا وأولادي لختم القرآن لكي نشجع بعضنا البعض". وعن الأطباق التي تتميز بها مدينة خميس مليانة، قال ضيفنا أن الحريرة، الشربة البيضاء، والمثوم، هي أهم الأطباق التي تعرض على موائد المليانيين في هذا الشهر الفضيل، غير أنه يفضل "بطاطا كوشة"، وطبق الفاصوليا الخضراء"ماشتو"، لكنه أضاف على ذلك أن شهر رمضان ليس شهر الأكل بل هو فرصة للتصدق للمحتاجين من ذوي القربى والفقراء وعابري السبيل، وكذلك لتعزيز صلة الرحم فالأهم هو جمع شمل العائلة وتناول الإفطار معهم في أجواء تسودها المحبة والتسامح. أما بالنسبة للظواهر الغريبة التي ترتبط بشهرالصيام، فقال محدثنا أن ارتفاع الأسعار أكثرها غرابة، حيث ترتفع بشكل غير طبيعي، حيث تباع سلعة قديمة بأسعار مرتفعة بدون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن البسيط، " أتمنى من السلطات المعنية تشديد الرقابة على أسعار الخضر والفواكه والمواد الأساسية "يقول محدثنا، ويستطرد قائلا" المواطن هو الأخر طرف مهم في هذه الظاهرة، حيث يتوجب عليه مقاطعة المنتوجات المرتفعة الأسعار، بدل التهافت عليها، المواطن الجزائري يشري ماعندوش مشكل" وفي الأخير هنأ ضيفنا الشعب الجزائري والأمة الإسلامية كافة، بمناسبة الشهر الفضيل، كما خص الفلسطينيين بالدعاء بالنصر والصبر، داعيا الجميع إلى اغتنام الفرصة لمضاعفة الحسنات ومساعدة المحتاجين، " أتمنى أن يكون شهر خير وطمأنينة وسلام على شعبنا وبلدنا الحبيب، كل الشكر لطاقم جريدة "صوت الأحرار".