أخذت الأزمة السياسية في مصر منعطفا آخرا أمس ، بعد اندلاع اشتباكات بميدان التحرير بالقاهرة بين متظاهرين مؤيدين للرئيس المصري حسني مبارك ومعارضين يواصلون المطالبة برحيله،بعد خطابه الأخير الذي تعهد فيه بعدم الترشح لرئاسية جديدة مع استعداده لمباشرة تحول ديمقراطي للسلطة إلى عاية نهاية عهدته الرئاسية. وأظهرت صور تلفزيونية مباشرة ما يبدو أنها اشتباكات وتراشق بالحجارة بين من وصفوا ب»البلطجية« وجموع آخرين يندفعون في اتجاه معين. وقالت مصادر إن الاشتباكات بين الجانبين وقعت في وقت لم تتدخل فيه قوات الجيش، بينما تحدث شهود عيان عن سقوط جرحى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتظاهرين اتهامهم لرجال أمن بلباس مدني باقتحام ميدان التحرير. كما أكدت مصادر دخول رجال أمن بالزي المدني للاعتداء على المتظاهرين، وأشارت إلى أن المعارضين تمكنوا من صد المؤيدين لمبارك وطردهم خارج ميدان التحرير. وقالت مصادر إن قيادات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم اجتمعت مع قيادات أمنية لشق صفوف المعارضة. وأضافت المصادر أن »بلطجية« يحملون أسلحة وهرياًّ ويرتدون زيا عسكريا، يسيرون أيضا في الجيزة وكورنيش المعادي بالقاهرة، وأن أشخاصا بلباس مدني يحملون أسلحة بيضاء يعتدون على المتظاهرين في بورسعيد بعد انسحاب الجيش. وقال شهود عيان إن المعتصمين روعوا بشدة مما يحدث، وطالبوا بإرسال أعداد أكبر من الجيش لحمايتهم، مشيرا إلى أن النظام يريد فض الاعتصام بالقوة. وأمام هذا الوضع،اتهم محمد البرادعي الحكومة باستخدام أسلوب ترهيب المحتجين لإخماد الثورة الاحتجاجية التي تطالب برحيل مبارك. ومن جانبه قال الصحفي علاء الدين السيد إن مسلحين يتحرشون بالمعتصمين بالإسكندرية الذين سارعوا بإرسال نداءات استغاثة للجيش. وقال شاهد إنه وقع القبض على بعض المسلحين وتسليمهم للشرطة. عضو مجلس الشعب المصري سابقا أبو العز حسن الحريري قال بدوره ، إن »بلطجية« نزلوا مباشرة بعد خطاب مبارك لترويع المعتصمين، واصفا ما يحدث بأنه عدوان مدبر ضد الشعب المصري. وكان مبارك قال في خطاب بث مساء الثلاثاء إنه لن يترشح مجددا للرئاسة، وسيعمل خلال الأشهر الباقية من ولايته على ضمان انتقال آمن للسلطة، كما أكد أن الأولوية الأساسية للاستقرار للسماح بنقل السلطة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر/أيلول القادم. وتظاهر الثلاثاء نحو ثمانية ملايين شخص في القاهرة وسائر أنحاء مصر، في أضخم احتجاجات من نوعها في تاريخ البلاد في ثامن »أيام الغضب«، وطالب المتظاهرون برحيل مبارك ونظامه عن الحكم. وتأتي هذه التطورات في وقت كان المتظاهرون المصريون يواصلون فيه تدفقهم على ميدان التحرير بوسط القاهرة تشبثا بمطلبهم برحيل نظام الرئيس مبارك.