أثار مختصون وناشطون في مجال البناء بوهران، شكوكا حول نوعية حديد الخرسانة المعروض على مستوى السوق السوداء مثل سوق »شطيبو« بأثمان بخسة، بحيث يرجحون أنها مغشوشة، مصدرها ورشات سرية تقوم باسترجاع نفايات هذه المادة، وتحويلها إلى منتجات كاملة موجهة لقطاع البناء. ويؤكّد هؤلاء أن الأمر يحتاج إلى تدخل سريع للجهات المختصة من أجل مراقبة نوعية المنتجات المشبوهة وإخضاع عينات منها للفحص المخبري، حتى تثبت حالة الغش عليها من عدمها، وتحدد الكيفية التي تمت بها، ومدى تأثير ذلك على درجة مقاومتها للضغوط ومختلف العوامل الفيزيائية الأخرى في حال استعمالها لغرض البناء، فقد أكدوا من خلال بعض العينات حول النوعية المذكورة، أنها سريعة الطي والالتواء، على الرغم من عدم وجود فوارق ظاهرية كبيرة بينها وبين المنتج الأصلي، باستثناء تسجيل اختلافات بسيطة في أقطار بعض القضبان عند تدقيق النظر فيها، وتباين في درجات اللون قبل أن يطالها الصدأ تحت تأثير رطوبة الجو مما يخفي حقيقتها. كما تبقى أسعارها المنخفضة مقارنة مع تلك المتداولة على مستوى الأسواق الشرعية، محل شكوك هي الأخرى، لاسيما وأن الأمر يتزامن مع فترة يشتد فيها الطلب على هذه المادة الضرورية في جميع ورشات البناء، بحيث أن قيمة القنطار الواحد منها تعرض بأقل من 3000 دج، الشيء الذي جذب إليها إقبال الكثيرين، ممن لا يكترثون لنوعية الإنجاز، ولا يتعرضون إلى عمليات الفحص التقني قبل غلق ورشات أشغالهم، ونعني بهم تحديدا المستفيدين من مشاريع البناء الذاتي، وقد طالب العديد من المختصين بفتح مديرية التجارة لولاية وهران تحقيقا حول هذه الوضعية، مشيرين إلى رواج معلومات متداولة بين ضحايا مسوقي هذه المادة المشكوك في أمرها بوجود ورشات سرية تقوم بتجميع النفايات الحديدية واسترجاعها لإعادة تصنيع قضبان حديد الخرسانة الذي يخضع لشروط ومعايير صلابة ومقاومة محددة ومضبوطة حسب الأنواع والأقطار المطلوبة، ومن غير المستبعد أن تظهر عيوب إنجاز في المشاريع التي يستعمل فيها هذا النوع من الحديد، ويضيف المختصّون أنّ هذه البناءات غير مقاومة للزلازل وباقي الكوارث رغم أنّها جديدة.