مازال وقع الجريمة البشعة والتنكيل الذي أودى بالشابة"شيماء سعدو" يثير ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جريمة ارتكبها "ذئب" يتستر في صورة بشر تفنن في تعذيبها والتنكيل بجسدها بعد أن اغتصبها ذات يوم من سنة 2016....ولأنها رفضت التنازل عن حقها ختم جريمته الشنعاء تلك بأخرى أبشع وهي الاغتصاب ثم القتل والحرق ما ينم عن حقد ومرض نفسي خطير. جريمة أخرى تهز أركان المجتمع الجزائري وتثير التساؤلات من جديد حول المنظومة الاجتماعية التي تعاني من أمراض نفسية خطيرة، يقابلها تهاون العدالة في تسليط أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم التي تودي كل يوم بأرواح البراءة، ف" أسماء" واحدة من قائمة طويلة لفتيات وأطفال تعرضوا لجرائم بشعة أبرزها القتل والإغتصاب والاختطاف، حرموا من نعمة العيش بينما ينعم الجناة بالحرية. اغتصاب ثم تنكيل فقتل وحرق... عثر عليها في بمنطقة الثنية بولاية بومرداس جثة مفحمة اختفت كل ملامحها لدرجة صعب التعرف على هويتها، ليتم الإعلان أول أمس عن تحديد هويتها ألا وهي فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، في ريعان شبابها عادت إلى الحياة بعد تجربة أليمة في سنة 2016 تعرضت خلالها للاغتصاب من طرف وحش بشري، فقررت أن لا تتنازل عن حقها في التبليغ عنه وفعلا رفعت ضده قضية لينال جزاء ما قام به ويسجن، لكن وبعد أربع سنوات من فعلته الشنيعة عاد لينتقم منها مرة أخرى بطريقة أبشع. الخبر نزل كالصاعقة على الجميع، الجثة تعود للمواطنة الشابة "شيماء سعدو" التي تعرضت للإغتصاب في وقت سابق، ليقوم الجاني بعدها باختطافها والتنكيل بجسدها ليقوم في الأخير بحرقها بطريقة بشعة، حيث تفحمت لدرجة استغرق المحققون وقتا للتعرف على هويتها. شيماء تقطن بالرغاية بضواحي العاصمة الجزائر تلقت تهديدات من قبل شخص، أمرها بملاقاته خارج بيتها.. قبل أن تختفي منذ أسبوع قضاه أهلها في البحث عنها، ليتم العثور عليها بعدها جثة متفحمة في محطة مهجورة بمدخل مدينة الثنية بولاية بومرداس، وحسب ما أكدته والدة شيماء فإن ابنتها أخبرتها يوم الجريمة بأنها ستغادر المنزل من أجل الذهاب لسداد فاتورة هاتفها الجوال، وكانت تخفي ملاقاة الشخص الذي هددها خوفا من رد فعل عائلتها. السيناريو كان محبوكا جيدا، التقى بها الجاني ثم اختطفها إلى مكان مجهول وهناك فعل فعلته الشنيعة وتركها ورحل، لكن كما يقال" لا يوجد جريمة كاملة" فدائما ما تبقى آثار وتفاصيل دقيقة جدا تكشف المجرمين، كما هو الحال في هذه القضية حيث تم التعرف على صاحب الجثة من ورقة صغيرة من جواز سفر "شيماء"، وبالتالي تم التعرف على الجاني الذي اقتيد إلى مركز الشرطة. لكن الأمر المثير للتساؤل، هو أن مرتكب الجريمة لم يكن لوحده فأمه هي الأخرى كانت طيلة هذه السنوات تهدد الضحية وتقول لها " هدمتي مستقبل إبني" وكأن ما ارتكبه في حقها هو لا يصنف في خانة الجرائم رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بالقصاص هذه الجريمة النكراء هزت الرأي العام بمختلف أطيافه ومستوياته، فنشر رواد مواقع التواصل الإجتماعي صورا للفتاة الضحية مرفوقة بعبارات التعازي وأخرى لمواساة أهلها فيما رافع آخرون من أجل تطبيق حكم الإعدام في حق هذه الوحوش البشرية التي سلبت أرواحا بريئة حقها في العيش، البعض من أصحاب الصفحات الفيسبوكية فضلوا نقل تفاصيل قصة "شيماء" داعين الأولياء إلى الاعتبار مما يجري حولهم وتوفير الحماية لأطفالهم. وفي هذا الإطار كتبت الصحفية والكاتبة عائشة قحام على صفحتها" كلنا مسؤول...على السلطات توقيف البرامج والحصص التي تشرح كيفية القتل كل قناة تلفزيونية كانت أحملك ذنب موت كل قاصرت وفي بالتنكيل والاغتصاب تشرحون الطريقة بالدم والتمثيل..فعلى السلطات العليا توقيف مثل هذه البرامج لأن المجتمع في الهاوية لن يحتمل المزيد..."، وتعليقا على هذه الجريمة الشنعاء طالب الصحفي الهادي بن حملة بمعاقبة قاتل شيماء " بالإعدام حرقا في ساحة عمومية "، وتساءل عما آلت إليه الشكوى التي تقدمت بها والدة شيماء في 2016 ضد مغتصب ابنتها يومها، الذي كرر اليوم فعلته قبل أن يقتل ضحيته ويحرق جثتها. بدورها كتبت الوزيرة والإعلامية السابقة فاطمة الزهراء زرواطي حول الجريمة على صفحتها " إن اغتصاب وقتل وحرق شيماء يضعنا أمام سؤال واحد وهو أي مجتمع نريد، إذا لم نحاصر هؤلاء المجرمين، شيماء قد تكون إبنة أو أخت أي واحد فينا، يجب أن تنتهي هذه المآسي بتسليط أقصى العقوبات". أما المحامي طارق مراح: "الجريمة التي وقعت بمدينة الثنية في حق هذه البنت البريئة، غاية في الفظاعة والبشاعة.. إستدراج وإحتجاز زائد إغتصاب زائد تعذيب زائد قتل زائد حرق .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ! ". من جانبها، نشرت الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة تفاصيل جديدة عن الجريمة التي هزّت الشارع الجزائري باختطاف واغتصاب وقتل الفتاة "شيماء" ثم حرق جثتها. وقالت "بن قنة" في حسابها الرسمي بفيسبوك إن الجريمة التي وقعت تتعفَّف الحيوانات عن ارتكابها. وأضافت أن الجزائريين استيقظوا على حدث تقشعِّر له الأبدان بدأت بقصَّة حُبٍّ وانتهت بالاغتصاب والقتل والتمثيل بالجُثَّة. موضحة أن الضحية "شيماء سدو" فتاة جميلة في مُقتبل العمر، من ولاية الرغاية القريبة من العاصمة تعرَّفت على شابّ لم تكن تعلم أنه سيكون قاتل أحلامها وحياتها. وبدأت مأساة "شيماء عام 2016 عندما اعتدى الشَّاب عليها واغتصبها، لكنَّ شيماء لم تسكُت له ولم تَخَف منه، بل اشتكت عنه للشُّرطة، وبالفعل زُجَّ به في السِّجن وفق "بن قنة" وذكرت أن القاتل لم ينسَ ما جرى، وصمَّم على الانتقام من شيماء فور خروجه من السجن، حيث استغلَّ القاتل المشاكل العائليَّة التي كانت تواجهها شيماء، وعاد ليتقرَّب منها، موهِمًا إيَّاها أنَّه يريد العفو منها، وأن تصفح عنه ويتصالحا. وقالت الإعلامية الجزائرية إن "شيماء" صدَّقت كلام الشاب، ووافقت على أن تلتقيَ به. وأكملت: "لكن المجرم استدرجها لمحطَّة وقود فارِغة حتَّى وقعت في قبضته، فضربها بوحشيَّة حتَّى فقدت وعيها، واغتصبها ثانيةً ثُمَّ ذَبَحَها وطعنها في قلبها، وقطَّعها إرْبًا إرْبًا". ولفتت إلى أن المجرم "لم يكتفِ بذلك..بل وأحرق جُثَّتها حتَّى تفحَّمَت، ولولا ورقة من جواز سفرها كانت في جيبها ولم تحترق لما أمكن التعرُّف عليها بسبب تفحُّم جُثَّتِها". وختمت "بن قنة" منشورها قائلة: "شيماء -رحمها الله- يمكن أن تكون ابنة أيِّ متابع أو قارئ لهذه السطور أو أخته أو قريبته، لهذا يعتبر السكوت عن الجريمة جريمة". المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر تحرك المجتمع المدني بعد هذه الجريمة الشنعاء مطالبا بالقصاص وتسليط أقصى العقوبات على الجاني الذي ألقت عليه مصالح الأمن القبض بعد التعرف على هوية الجثة. أصدرت، من جانبها، "جمعية حورية للمرأة الجزائرية" بيانا استنكرت فيه "هذا الفعل الشنيع الذي هز قلوب كل الجزائريين وأدخل كل العائلات الجزائرية في حالة من الحسرة والألم والذهول" خاصة وأن الجزائر تتطلع للدخول لعهد جديد تصان فيه الحريات ويسود فيه الأمان، كما دقت ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة الاختطاف والاغتصاب داعية في السياق إلى تكاثف جميع الجهود وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية للحد من انتشاها. وطالبت الجمعية في ذات البيان القضاء الجزائري بتسليط أقصى العقوبات والقصاص من كل من تسول له نفسه التعدي على أعراض الناس وأرواحهم، وكذا تفعيل عقوبة حكم الإعدام في قضايا الاختطاف والاغتصاب والقتل، داعية الأولياء إلى التحلي بروح المسؤولية والحرص على حسن تربية أبنائهم ومرافقتهم في مختلف مراحلهم العمرية. فيما ناشدت أفراد المجتمع وخاصة الأولياء إلى التعاون في نشر ثقافة الحوار والتكافل والتراحم من أجل القضاء على هذه الآفات الدخيلة على مجتمعنا الجزائري. في السياق نفسه، وصفت صفحة "نساء الجزائر" على فيسبوك، الطريقة البشعة التي قُتلت بها الضحية، فقد كتبت في تدوينة لها على صفحتها على فيسبوك أن "شيماء ذات 19 ربيعاً ودعتنا في مقتبل عمرها بطريقة بشعة، حيث تم الاعتداء عليها وتعذيبها وقطع شرايين قدميها، وتلقيها ضربة على الرأس والرقبة، وحرقها وهي حية تنزف، من طرف شخص مُتابع قضائياً حين تعدى عليها في عمر يناهز 15 سنة في عام 2016". واعتبرت الصفحة الناشطة في مجال حقوق المرأة بالجزائر أن "شيماء طفلة من آلاف الأطفال الذين اغتُصبوا وقتلوا بدمٍ بارد من طرف أشخاص يجولون ويمرحون الآن لهم الحياة ولأهل الميت الأحزان، لتكن شيماء الفاصل لتوقيف هذه المهزلة نحن شعب مسلم! وتطبيق القصاص حق للميت وأهله ولله، وليس انعداماً للإنسانية". جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم البشعة في حق الأطفال والنساء الذين يتعرضون للإغتصاب والقتل وغيرها من الجرائم الدخيلة التي استشرت في المجتمع الجزائري، فهل سيتحرك القضاء من أجل وضع حد لهذه المأساة .