خلصت دراسة إلى أن أكثر من 92600 مدني قتلوا في العنف المسلح بالعراق منذ عام 2003 حتى عام 2008، وأن قوات التحالف التي قادتها الولاياتالمتحدة تتحمل معدلات عالية من القتل العشوائي للنساء والأطفال أكثر من قتلها المسلحين. وحلل باحثون بريطانيون وسويسريون بيانات مجموعة حصر القتلى في العراق ( آي بي سي) المدافعة عن حقوق الإنسان عن القتلى المدنيين في هذا البلد من مارس عام 2003 إلى مارس عام 2008، وخلصوا إلى أن غالبية حوادث القتل ارتكبها جناة مجهولون في عمليات إعدام تنفذ خارج ساحات القضاء وفي تفجيرات انتحارية وقذائف هاون. لكن طبقا »لمؤشر الحرب القذرة« الذي وضعه الباحثون لقياس عدد النساء والأطفال القتلى بين المدنيين كان أداء قوات التحالف سيئا أيضا. كما ذكر الباحثون أنه فيما يتعلق بكل أنواع الأسلحة ونيران الأسلحة الصغيرة كانت قراءة مؤشر الحرب القذرة مرتفعة بالنسبة لقوات التحالف مقارنة بالقوات المعادية للتحالف. وحرصت مادلين هسياو ري هيكس من معهد الطب النفسي في جامعة كينغز كوليدج في لندن التي قادت الدراسة على القول إن هذا لا يعني أن قوات التحالف قتلت عددا أكبر من النساء والأطفال لكن كانت هناك نسبة أعلى من النساء والأطفال بين المدنيين الذين قتلوا على أيدي قواتها. وقالت إن من الأسباب المحتملة لارتفاع قراءة مؤشر الحرب القذرة بالنسبة للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة أن خصومها لا ينتمون إلى قوة منظمة ولا يرتدون زيا موحدا، ولذلك يصعب التفريق بينهم وبين المدنيين العاديين. يذكر أن مجموعة حصر القتلى في العراق هي مشروع غير حكومي يجمع التقارير الإعلامية عن القتلى المدنيين في العراق ويقارنها مع بيانات المستشفيات والمشارح ومنظمات غير حكومية أخرى ومع أرقام رسمية. تقرير للمجموعة نشر في ديسمبر الماضي انخفض عدد المدنيين العراقيين القتلى في العنف إلى أدنى مستوى له عام 2010 منذ الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.