شهد أمس مستشفى مصطفى باشا الجامعي تجمعا وطنيا حاشدا، شارك فيه أساتذة العلوم الطبية، والأساتذة المساعدون، والأطباء العامون، والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان، وعمال السلك شبه الطبي، وعمادة الأطباء، وجابوا كافة أنحاء المستشفى في مسيرة رمزية، وهم يرددون هتافات مُنددة بالوصاية والسلطات العمومية التي تتعامل مع مطالبهم المشروعة مثلما قال بعضهم باستخفاف وعدم الجدية، ويأتي هذا في الوقت الذي سلمت فيه أمس نقابات الصحة رسالة إلى رئيس الجمهورية، ناشدته التدخل لحل الإشكالات المطروحة وتلبية المطالب. عاش أمس مستشفى مصطفى باشا تجمعا وطنيا، شارك فيه عدد كبير من أساتذة العلوم الطبية، والأساتذة المساعدين، والأطباء العامين، والأخصائيين، والصيادلة، وجراحي الأسنان، وعمال السلك شبه الطبي، وعمادة الأطباء، قدّر عددهم الدكتور الياس مرابط بأكثر من 3 آلاف، وغاشي الوناس بحوالي 5 آلاف، فيما ذهبت مصادر أخرى إلى حوالي ألف ومائتي مشارك. ومن دون التوقف عند أي الأرقام قريبة من حقيقة الأمر، فإن أعداد المشاركين كانت كبيرة وحاشدة بالفعل، ولأول مرة في تاريخ النضال النقابي بالقطاع، تجتمع كافة النقابات الوطنية المستقلة بقطاع الصحة على رأي واحد، وتُنظم هذا التجمع الوطني المشترك، أشرفت على تأطيره نقابات الشرائح المذكورة. وانطلق التجمع قبل الساعة الرسمية المحددة بالحادية عشر صباحا، بهتافات مدوية بالمستشفى، تناول فيها المتجمعون شعارات مطلبية عديدة، وواضح من مضامينها، أن الجميع ناقم على السياق البطيء وغير المجدي في نظرهم، الذي يسير فيه الحوار مع الوصاية، وتعامل الوصاية مع المحيط الحكومي الآخر، الذي يعتقدون أنه يُشكل حجر عثرة في طريقهم، وأنه لم يأخذ مطالبهم المهنية الاجتماعية بالمسؤولية الكاملة والجدية المطلوبة. وفي حوالي الساعة ال11.30 تحرك المتجمّعون في مسيرة رمزية بجميع أنحاء المستشفى، وكان تفاعل العاملين بالاستعجالات كبيرا مع المحتجين، وهم يطلّون من شرفات ونوافذ بنايات المصالح الطبية، وساندهم في ذلك حتى المرضى، وقد اصطفت القيادات النقابية المنظمة لهذا الحدث في مقدمة المسيرة، وهم البروفيسور جيجلي عبد الناصر، رئيس النقابة الوطنية لأساتذة العلوم الطبية، ومعه البروفيسور رضا جيجيك، والدكتور يوسفي محمد، رئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، ومعه الدكتور سلام، والدكتور الياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والدكتور بيقاط محمد بركاني، رئيس مجلس أخلاقيات الطب، وغاشي الوناس، رئيس النقابة الجزائرية للشبه طبيين. وعلى هامش التجمع، قال البروفيسور بلحاج رشيد العضو القيادي الفاعل في نقابة أساتذة العلوم الطبية ل »صوت الأحرار« أن النقابات الخمس توجهت صباح اليوم برسالة إلى رئيس الجمهورية، تناشده فيها التدخل لحل الاشكالات المطروحة، وتلبية المطالب، واعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا لأنه مثلما أوضح يجمع لأول مرة في التاريخ جميع مكونات أسرة الصحة، وكل من يمثلون الطب في الجزائر، مشيرا في نفس الوقت أنه من غير المعقول مثلما أضاف أن يستمر الوزير في هذه المنهجية، دون تلبية المطالب، وأن احتجاج اليوم موجّه أساسا إلى وزارة الصحة، وهو احتجاج سلمي، وغير مُسيّس. وقال أيضا أن قطاع الصحة هو قطاع منكوب، ومصاب بعدم الاستقرار، حيث تداول عليه 5 وزراء على امتداد عهدتين رئاسيتين. وقال البروفيسور جيجلي أن هذا التجمع هو رد فعل عملي على وزارة الصحة، التي نطالبها بتغيير أساليب تعاملها معنا وبالجدية التي من شأنها أن تطرح الحلول المناسبة للمطالب المرفوعة، وعلى وزير الصحة أن يدعونا مثلما أضاف إلى مناقشة جادة لقانون الصحة، الذي يُِؤسّس للعشرين أو الثلاثين سنة القادمة، ونرفض أن يُقال لنا أن وثيقة المشروع وُجهت لرئاسة الجمهورية قبل أن نُسهم نحن في مناقشتها. ومن جانبه الدكتور الياس مرابط ، قال أن الصورة التي شاهدتموها عن التجمع تعبر عن نفسها، وهي تتجه نحو تلبية المطالب، وقد شاركت فيه كل مكونات أسرة الصحة، بما فيها جمعيات المرضى، وهذا الإجماع في المشاركة يحدث لأول مرة في تاريخ النقابات المستقلة بالقطاع. وعبّر من جديد عن رفض أن يقوم سيدي السعيد بتمثيل عمال القطاع، والحوار نيابة عنهم، وإبقاء السلطات العمومية على هذا الوضع يعني التحتيم علينا بالخروج إلى الشارع. وقال غاشي الوناس من جهته أن إضراب عماله متواصل، وأنه يرفض أن يُمثل عمال الصحة بسيدي السعيد، الذي لا تمثيل له بالقطاع.