فرّقت قوات الأمن السورية تظاهرات اندلعت عقب صلاة الجمعة في عدة مدن، في سابقة أولى في سوريا منذ اندلاع موجة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات في العالم العربي، وذلك بعد دعوة على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك'' باسم ''يوم الغضب السوري''. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن عناصر كثيفة من قوات الأمن السوري باللباس المدني قامت بتفريق عدد من الأشخاص لدى خروجهم من المسجد الأموي في قلب العاصمة السورية دمشق، فيما خلفت المواجهات 4 قتلى، حسب مصادر طبية، إضافة إلى توقيف شخصين. واندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة درعا جنوب سوريا بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بالقضاء على الفساد. وقال شهود عيان إن المواجهات كانت عنيفة جدا، ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية. وأظهرت لقطات فيديو تم بثها عبر موقع ''فايسبوك'' من وصفتهم بأنهم متظاهرون في درعا يرددون هتافات في وقت سابق اليوم ضد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن عم الرئيس بشار الأسد، والذي يمتلك عدة شركات كبيرة. وهتف عشرات المتظاهرين في الشوارع متهمين مخلوف بأنه لص. وعبّر أعضاء المؤسسة الحاكمة في سوريا عن ثقتهم في أنهم محصنون ضد الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، لكن احتجاجات سلمية صغيرة هذا الأسبوع تحدت سلطتهم للمرة الأولى منذ عقود. وفي سياق متصل، أفرجت السلطات السورية عن عدد من الذين اعتقلتهم عقب الاعتصام الذي قام به أهالي معتقلين أمام وزارة الداخلية للإفراج عن أبنائهم، حسب ما أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق إن قاضي التحقيق أمر بسجن 32 ناشطة وناشطا سياسيا سوريا، كانت الأجهزة الأمنية السورية قد اعتقلتهم يوم الأربعاء الماضي بسبب مشاركتهم في التظاهرة التي انتظمت أمام مبنى وزارة الداخلية بدمشق. وقد جاء قرار السجن بعد اتهام هؤلاء المحالين على السجن بتهم النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية وتعكير العلاقة بين عناصر الأمة، التي وجهتها لهم النيابة العامة. مقابل هذا طالب المرصد المذكور الحكومة السورية بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي في السجون السورية، وبالتوقف عن سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان.