أعلنت الحكومة الليبية رفضها شروطا قدمتها المعارضة المسلحة للقبول بوقف لإطلاق النار، من ضمنها خروج قوات العقيد معمر القذافي من المدن، وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في العاصمة الليبية طرابلس للصحفيين إن الكتائب الأمنية لن تنسحب من المدن التي تسيطر عليها، واصفا هذا الشرط بأنه جنون. وياتي رد الحكومة الليبية على التصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليلفي وقت سابق، أول أمس، حيث أكد استعداد المجلس للقبول بهدنة إذا التزمت بها كتائب العقيد القذافي، وأوضح عبد الجليل في مؤتمر صحفي مع مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب في بنغازي أنهم مستعدون للقبول بوقف لإطلاق النار إذا انسحبت كتائب القذافي من داخل المدن الليبية ومما حولها وإذا أتيح لإخوتنا في المدن الغربية حرية التعبير. وفي مقابلة بوقت لاحق مع مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد زاد عبد الجليل شرط خروج جميع القناصة المنتشرين فوق أسطح المباني من المدن، لكن عبد الجليل أكد أن هدف الثوار النهائي هو التحرر والسيادة على كامل ليبيا، وقال إذا تركت للشعب حرية الاختيار فسيشهد العالم أنه سيختار الحرية. من ناحية أخرى قال رئيس المجلس الانتقالي إنه إذا لم يتوقف نظام القذافي عن معاملة الثوار بالطريقة القمعية العسكرية، فنحن بحاجة فعلا إلى أسلحة لمجابهة كتائبه وتحقيق توازن عسكري، من جهته قال الخطيب إنه بحث مع قيادة المجلس إمكانية وقف إطلاق النار في إطار مساعي الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي للصراع، وأوضح الخطيب أنه وجد لدى قادة المجلس استعدادا لقبول وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه أبلغ المسؤولين الليبيين بأن الأممالمتحدة تصر على الالتزام الكامل بقرار وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين. وكان عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي صلاح الدين قال في وقت سابق إن زيارة الخطيب تهدف إلى الاطلاع على المتطلبات الشعبية، كما أنها تأتي متابعة لمؤتمر لندن بشأن ليبيا، وأضاف أن هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الخطيب للمنطقة التي يسيطر عليها الثوار الليبيون، وأنه كان موجودا في طبرق بأقصى الشرق قبل عشرة أيام. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول المالية والاقتصاد في المجلس الانتقالي علي الترهوني -وهو في طريقه للقاء الخطيب- أن الغرض من الزيارة هو أن يلمس مبعوث الأممالمتحدة الأمور بنفسه وأن يجري تقييما للأوضاع. يذكر أن مؤتمر لندن بشأن ليبيا اختتم أعماله الثلاثاء بدعوة القذافي إلى التنحي، والتأكيد على حق الليبيين في تقرير مستقبلهم، وتعهد بمواصلة العمل العسكري ضد قوات القذافي إلى أن يذعن لقرار مجلس الأمن الدولي بحماية المدنيين، وتبحث القوى الغربية بشكل متزايد عن حل سياسي للصراع في ليبيا، وأكدت غير مرة أن الحل لن يكون عسكريا، وفي هذا الشأن صرح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم بأن الحل في ليبيا لا يمكن أن يتم بالوسائل العسكرية، ودعا إلى وقف إطلاق النار.