"قليل جداً عدد وزراء الاقتصاد الذين يعرفون أن الكتاب و السينما منتوج اقتصادي" أوضحت وزيرة الثقافة خليدة تومي في حوار خصت به جريدة ل«الوطن» السورية إلى ا ختيار الجزائر في ردها على سؤال "تسييس الثقافة أم تثقيف السياسة؟ تبني خيار "تثقيف السياسة والاقتصاد" وأشارت خليدة تومي في سياق حديثها إلى إنجازات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 وأضافت "وأظن أن وزارات الثقافة في البلدان العربية تقوم بدورها، لكن تثقيف المجتمع ليس هم وزارة الثقافة وحدها حيث سنجد أن وزارة التربية هي التي تأخذ الدور الأساسي في المجتمعات الغربية وسأعطيك مثالين: القراءة والمطالعة، وزيارة المتاحف هي أولويات في برامج التدريس. فالمنظومة التربوية الغربية؛ في فرنسا وايطاليا واستوكهولم وإسبانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة الأميركية، مبنية على فعل المطالعة! حيث البرامج وطريقة التدريس ليستا على طريقتنا التي نتبناها والتي تقوم على أن واحداً يخاطب والآخر يسمع! في تلك البلدان تبنى طريقة التدريس أي «البيداغوجيا»؛ وأنا مختصة في بيداغوجية الرياضيات، مبنية على «البحث الذاتي»، فالطفل ومنذ السنين الأولى، في المرحلة الابتدائية يدفع للبحث الذاتي في الكتب، هذا أولا! ثانيا، سنرى أن المنظومة التربوية مبنية على إجبار التلاميذ على قراءة عدد معين من المؤلفات. ففي فرنسا مثلا، لأننا نعرفها جيداً على الرغم منا، لا يوجد فرنسي لا يعرف منذ صغره «حكايات جريم»! ولا يوجد أوروبي لا يعرف «حكايات اندرسون»! منذ الصغر وهو في المرحلة الابتدائية! ولا يوجد فرنسي لا يقرأ على الأقل مرة كتاباً ل«ستاندال» أو كتاب «لبلزاك»، «إجباري» كل سنة دراسية فيها عدد من الأدباء الفرنسيين والأوروبيين يدخلون في المقرر والتلميذ يقرأ ويأتي ببطاقة قراءة ويحاسب عنها وفيها نقطة تدخل في المعدل" كما أكدت الوزيرة على "دور الإعلام في الثقافة هو دور مهم أيضاً. ففي فرنسا العام الماضي بلغت ميزانية الإشهار والإعلان للكتاب في الجرائد واليوميات أو الدوريات، والإذاعة- خارج التلفزيون- كانت ميزانية تفوق 112 مليون يورو! هذه فقط ميزانية الترويج والإشهار والدعاية حول الكتاب في الصحافة المكتوبة بكل أنواعها والإذاعة.. وهذه الميزانية السنوية تعطينا فكرة عن ذلك الجهد المبذول للترويج للكتاب من أجل بيعه وتسويقه ليصل هذا الكتاب إلى القارئ..!! ليس هناك جريدة ليس لها ملحق للكتاب في الأسبوع.. لا يوجد! اللوموند لها كل جمعة ملحق للكتاب ليس للثقافة ولكن للكتاب! جريدة «اللوفيغارو» ملحقها كل خميس، إلى جانب الأماكن الإشهارية للكتاب، إضافة إلى هذا لا يوجد إذاعة عمومية أو خاصة ليس لها حصص في الأسبوع حول الكتاب مع المبدعين ومع الأدباء يوميا.. وهذا داخل في دفتر الشروط للصحافة والإذاعة. أما إذا نظرنا إلى ما يقدمه التلفزيون في هذا المجال، فسنجد أنه لا يوجد تلفزيون عمومي أو خاص ليس مرغما على تنظيم حصص حول الكتاب، حيث يدخل في المنظومة الإعلامية التي تتكفل بالترويج والتعريف بالكتاب داخل المنظومة من منطلق أن الكتاب هو منتج ثقافي نعم ولكنه أيضاً بضاعة اقتصادية، لأننا عندما نبيع الكتاب ونوصله إلى القارئ «معناها» أننا نشغل جزءاً رئيسياً من الاقتصاد حيث هناك سلسلة كبيرة من الاقتصاد ستشتغل.. ناس يشتغلون..!! وإذا نظرنا إلى البلاد العربية فسنجد أن هذه المنظومة غير موجودة لغاية الآن! وللأسف، إلى اليوم، قليل جداً عدد وزراء الاقتصاد الذين يعرفون أن الكتاب منتوج اقتصادي، ببساطة لأنهم لا يقرؤون! وقليل جداً من وزراء الاقتصاد الذين يعلمون أن السينما هي «صناعة» قبل أن تكون «ثقافة»! للأسف! أول صناعة في الولاياتالمتحدة من التي تأتي بإيرادات، هي الصناعة السينمائية!" ورغم ذلك تعلن تومي "لكنني لست متشائمة "