أكد وزير الخارجية مراد مدلسي موقف الجزائر الرافض للتدخل الأجنبي في الدول مقدس، وأنه غير قابل للمراجعة حسب الظروف أو القراءات الظرفية، وأضاف الوزير أن الجزائر قد عبرت عن هذا الموقف في كل مناسبة سواء تعلق الأمر بتونس أم مصر أم كوت ديفوار وهو معلن اليوم وبكل قوة فيما يتعلق بليبيا التي تشكل مصدر انشغال كبير بالنسبة للجزائر بسبب تأثير استقرار هذا البلد على تطور الوضع الأمني في منطقة الساحل. شرح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أول أمس أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي الهيئات الدولية المعتمدة بالجزائر الخطوط العريضة للخطاب الذي وجهه رئي الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للأمة وكذا موقف الجزائر الرسمي إزاء أهم الملفات الدولية الراهنة، وقدم رئيس الدبلوماسية توضيحات حول أهداف ورهانات البرنامج الطموح الذي يحمل تغييرات مؤسساتية ذات بعد تاريخي، كما أبرز مشروع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العميقة التي ستكون لها انعكاسات إيجابية على وضعية الحريات وتحسين المستوى المعيشي وسوق الشغل وعموما على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتطرق مدلسي للتعديلات التشريعية ومراجعة الدستور التي ستتم مباشرتها بما يكفل ترسيخ الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون من خلال مطابقة الترسانة القانونية الجزائرية مع أحدث معايير الديمقراطيات الممثلة، كما أشار مدلسي إلى قانون الإعلام الذي سيتم مراجعته وإتمامه من خلال إدراج معالم مدونة أخلاقيات المهنة ورفع التجريم عن جنح الصحافة الذي هو محل مشروع قانون يجري استكماله على مستوى الحكومة، كما تحدث مدلسي عن تعزيز المكاسب في مجال حقوق الإنسان وتكريسها من خلال العمل الدائم على نشر ثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين وداخل مؤسسات الدولة. وعلى الصعيد الدولي تطرق مدلسي إلى التطورات السياسية والاجتماعية في العالم العربي قبل أن يذكر بموقف الجزائر الثابت المتمثل في رفض كل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول واحترام قرار كل شعب ينم عن سيادته الوطنية وعن حقه الشرعي في تقرير المصير، موضحا أنه بالنسبة للجزائر فهذا الموقف مقدس حين يتعلق الأمر بالعلاقات بين الدول وأنه غير قابل للمراجعة حسب الظروف أو القراءات الظرفية، وأضاف أنه تم التعبير عن هذا الموقف في كل مناسبة "سواء تعلق الأمر بتونس أم مصر أم كوت ديفوار وهو معلن اليوم وبكل قوة فيما يتعلق بليبيا. وبخصوص الوضع في ليبيا أوضح مدلسي أن الجزائر التي تنضم إلى اللائحتين 1970 و1973 لمجلس الأمن الأممي والتي تلتزم بها بكل صرامة دعت منذ بداية الأحداث إلى تسوية الأزمة بطرق سلمية من منطلق قناعتها أن حقن الدماء ووقف الاقتتال سيسمحان لأطراف النزاع بمباشرة مفاوضات دون تدخل أجنبي في سبيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وذكر بأن هذا الحل أوصى به الاتحاد الإفريقي. كما أكد أن الأزمة في ليبيا تشكل مصدر انشغال كبير بالنسبة للجزائر بسبب التأثير المباشر لاستقرار هذا البلد على تطور الوضع الأمني في كل المنطقة بما فيها الحدود مع الجزائر وأيضا لأن ليبيا قريبة من منطقة الساحل حيث تنشط مجموعات إرهابية وشبكات الجريمة المنظمة. وأضاف مدلسي أن إعادة نشر قوات الجيش الليبي فتح أمام المنظمات الإجرامية إمكانيات للتسلل والاستحواذ على الأسلحة المتطورة على غرار القذائف طويلة المدى التي تشكل تهديدا حقيقيا لسلام وأمن دول الجوار، ومن جهة أخرى، أشار الوزير في معرض حديثه عن الوضع في كوت ديفوار أن الجزائر كانت قد دعت إلى احترام الشرعية في هذا البلد وشرعية الاقتراع للشعب الايفواري لصالح الرئيس واتارا وأشادت ب»مشروع المصالحة« الذي يعتزم الرئيس المنتخب تجسيده.