شدد خبراء وإعلاميون، أول أمس، على أهمية إعادة بعث مجلس أخلاقيات المهنة، مبدين تفاؤلهم إزاء تجدد النقاش حول فتح مجال السمعي البصري، مؤكدين أنه لا يوجد أي خطر في فتح هذا المجال، داعين في نفس السياق إلى تعديل قانون الإعلام من أجل الانطلاق بنفس جديد. احتضنت المدرسة العليا للصحافة وعلوم الاتصال، نقاشا مفتوحا بين ناشري الصحافة الخاصة وجامعيين مختصين في علوم الاتصال، تمحور حول »مفهوم الخدمة العمومية«، وأوضح ابراهيم ابراهيمي في تدخل له أهمية إنتاج سمعي بصري مغاربي من شأنه أن يسمح لتلفزيونات هذه المنطقة بالصمود أمام الإنتاجات الأوروبية والأمريكية، وتطرق المتحدث من جهة أخرى إلى مفهوم الخدمة العمومية في الصحافة الدولية، موضحا أن هذا المفهوم قد خص التلفزيون حصريا بعد الحرب العالمية الثانية، وأشار المتحدث إلى أن فتح مجال السمعي البصري أخذ وقتا كبيرا بفرنسا تخوفا من تعرض وسائل الإعلام لسيطرة المعلنين، وأضاف براهيمي أن الجزائر قد عرفت عشرية سوداء بسبب الإرهاب، وأن الصحافة كانت أول هدف للإرهابيين في فترة التسعينات. أما عمر بلهوشات مدير يومية الوطن، فقد تطرق في تدخل له تحت عنوان: »الصحافة الخاصة والخدمة العمومية« إلى ظروف بروز الصحافة الخاصة المكتوبة موضحا أن صحافيي الصحافة العمومية لم يفكروا قبل 1990 إصدار صحف خاصة، وأن قانون الإعلام جاء نتيجة مناقشات طويلة، كما أن قطاع الإعلام ممثلا في الصحافة المكتوبة كان أول القطاعات التي يتم فتحها أمام الخواص، لذا يجب علينا اليوم أن ننتقل إلى مرحلة جديدة من مراحل الصحافة الجزائرية، وأن نفتح المجال أمام صحافة خاصة ولاسيما في قطاع السمعي البصري. ومن جهته رافع الرئيس السابق لمجلس أخلاقيات الصحافة الذي تم تجميده منذ ست سنوات زبير سويسي لصالح إعادة بعث هذا المجلس، الذي تم إنشاؤه قبل عشر سنوات جاء بمبادرة من الصحفيين سنة 2000، وتأسف مدير النشر السابق بصحيفة »لو سوار دالجيري« لرؤية الصحفيين الذين كافحوا الرقابة بالقطاع العام تحولوا إلى مراقبين بصحفهم الخاصة«. وخلال المناقشة التي استقطبت عددا كبيرا من ممارسي المهنة والأساتذة والطلبة، تدخل قاسى عيسي المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني ليوضح وجهة نظر الحزب من قضية فتح السمعي البصري، موضحا أن الصحافة عندما تكون قوية فإنها تعكس قوة الدولة، وعليه فإن الأفلان يدعم كل ما من شأنه أن يقوي الصحافة، وتساءل بعض الطلبة عن ما إذا كان فتح مجال السمعي البصري يشكل خطورة على المجتمع، وهو ما نفاه الأساتذة المحاضرون موضحين أن هذه العملية ستكون حسب قوانين وميكانيزمات.