حذر الجيش اللبناني في بيان له من خطورة تزايد ظاهرة إطلاق النار في العاصمة بيروت، معتبرا ذلك مخالفة واضحة للقانون،فيما ارتفعت فيه حدة الاتهامات المتبادلة بين الفرقاء اللبنانيين، قبل أيام من الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وجاء في بيان الجيش أن الفتنة ستطال الجميع إذا ما اندلعت، مؤكدا أن الحوار والاتفاق على القواسم المشتركة هو ما يوصل لبنان إلى بر الأمان. ويأتي تحذير الجيش في وقت تشهد فيه الساحة السياسية تصعيدا لافتا للحرب الكلامية بين فريقي المعارضة والموالاة وتبادلا للاتهامات بالسعي لإغراق لبنان في الفتنة وصولا إلى الحرب الأهلية. وتزامن التصعيد مع حملة الأكثرية الواسعة لحشد مناصريها وحثهم على المشاركة في ذكرى اغتيال الحريري التي ستقام في ساحة الشهداء وسط بيروت الخميس المقبل. وفي إطار حملة التعبئة هذه، قال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري خلال استقباله وفودا شعبية إن كل التهديدات واتهامات المعارضة "لا قيمة لها ولن تخيفنا"، واتهم قوى معارضة -لم يسمها- بالسعي وراء الفتنة والترويج لها. وردا على ذلك قال رئيس تيار التوحيد في لبنان وئام وهاب إن فريق السلطة في لبنان يستغل الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري للاستفتاء على حرب جديدة. وشدد على أنه إذا فرضت حرب فإن لدى المعارضة "إمكانات كبيرة لإنهاء الأمر وحسمها خلال أيام". كما هاجمت شخصيات في المعارضة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية تصريحات أدلى بها الأحد الماضي وهدد خلالها بأن قوى 14 آذار قد تضطر إلى "حرق الأخضر واليابس" إذا استمر الفراغ في لبنان. ورأى نواف موسوي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله -أحد أركان المعارضة- أن تصعيد الأكثرية يعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية (1975-1990). وبدوره حذر العماد ميشال عون من أن ما وصفه بالخطاب التحريضي للأكثرية "يمكن في أي لحظة أن يحدث اشتباكات"، وتساءل: هل "14 شباط (فبراير) هي لإحياء ذكرى الحريري أم مناسبة للمواجهة؟". وفي غضون ذلك أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أن مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في لبنان لم تفشل، لكنها لم تحقق نتائجها المرجوة بعد. وقال العريضي عقب لقائه موسى في القاهرة إن لبنان يعاني من الفراغ الدستوري في ظل عدم وجود رئيس للدولة، مضيفا أن اللجوء إلى الحرب الأهلية أو أي صدام عسكري ليس مطروحا من جانب أي طرف "بعدما جرب اللبنانيون مرارة هذه الحرب". وبدوره أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن أمله بأن يتم انتخاب رئيس في لبنان قبل قمة الجامعة العربية المقرر عقدها نهاية مارس المقبل في دمشق.