ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن حزب النهضة الذي عانى عقودا من التعذيب والسجن والنفي في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، يبرز بوصفه أكبر قوة سياسية، وهو ما يثير قلق الكثيرين في تونس. ورغم تطمينات الحزب المتكررة بأنه يتسم بالتسامح والعدالة، فإن ظهوره أثار شائعات محمومة بشأن الهجمات على النساء السافرات والفنانين والحانات وتحويل البلاد إلى خلافة إسلامية. وقالت الصحيفة إن شعبية النهضة المتنامية مع اقتراب الانتخابات المزمع إجراؤها في ال24 من جويلية المقبل، باتت مصدر قلق لدى العديد من الناشطين والسياسيين الذين يخشون من أن الثورة العلمانية التي أطاحت ببن علي، قد تشهد ميلاد حكومة إسلامية محافظة. وكما بشرت الاحتجاجات في تونس بالثورة في القاهرة، فإن المحللين ينظرون إلى تونس باعتبارها الرائدة في مزيد من التطورات المؤثرة على نطاق أوسع ستحصل في مصر حيث يتمتع الإخوان المسلمون بمزايا شبيهة، ويثيرون نفس الهواجس. وتنقل نيويورك تايمز عن إستراتيجي تابع لحزب التحالف الجمهوري العلماني، قوله »ماذا بوسعنا أن نفعل حيال النهضة؟ إنهم مستعدون لعمل أي شيء«. وبعد أن دعا إلى إرجاء الانتخابات باعتبارها »تصب في مصلحة النهضة« قال الإستراتيجي إن هذا الحزب أثبت أنه أكثر تجهيزا من أي حزب آخر، نظرا للخبرة التنظيمية على مدى سنوات والعضوية الواسعة والعقود من المصداقية كعدو لبن علي. وأضاف الإستراتيجي -الذي اشترط عدم الكشف عن هويته- أن 24 جويلية يصب في مصلحة النهضة »وهو انتحار سياسي« للآخرين. أما حزب النهضة فقد فند مثل تلك المخاوف حيث قال عضو اللجنة التنفيذية والمتحدث باسمه عبد الله زويري للصحيفة »نطمح إلى تشكيل مجتمع حر ومنفتح وحديث، يحظى كل مواطن فيه بنفس الحقوق«. وأضاف عبد الله زويري أن الحزب يدعو إلى المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، والمسلمين وغير المسلمين. وقال أيضا »نحن لا نتفق مع العلمانيين الذين يريدون فرض العلمانية على الآخرين، ولا مع السلفيين الذين يسعون إلى فرض الإسلام على الآخرين بالقوة«. غير أن نيويورك تايمز تشير إلى أن عدم الثقة بالحزب ما زالت قائمة على نطاق واسع، مسترشدة بقول مذيع بموزاييك إف إم يدعى إبراهيم لطايف الذي اتهم النهضة بالازدواجية في الحديث بهدف »كسب الأصوات«.