وهيبة منداس إلى جانب تصويرمشاهد عديدة في بعض مناطق الجزائر مثل وهران وعين تموشنت اختار المخرج الفرنسي الكسندر أركادي مدينة حمام الأنفالتونسية لتصوير أحداث أفلامه السينمائية المقتبسة عن رواية «فضل الليل على النهار» للكاتب ياسمينة خضرة وأشارت وكالة «تونس إفريقيا» الحكومية إن عملية التصويرحاليا تتم تحت حراسة مشددة، حيث أن المرور على شاطئ المدينة ممنوع، «ويجد سكان المنطقة حيث يجري التصوير صعوبة كبيرة في الدخول إلى منازلهم، وإن حاول راغبون في متابعة مشاهد من الفيلم حتى عن بعد تمنعهم قوات الأمن والجيش من الاقتراب» ، و ستؤدي دور البطولة الممثلة الشهيرة كارول بوكي ، التي سبق لها و أن أدت العديد من الأدوار الرئيسية بجانب ممثلين عالمين على غرار الممثل البريطاني الشهير روجي مور في سلسلة جيمس بوند الشهيرة . ويمثل هذا العمل السينمائي الهام الذي تتجاوز ميزانيته 17 مليون يورو مرحلة فاصلة في حياة المخرج، وهو ما أكده في تصريح مقتضب لإحدى المجلات الفرنسية المختصة في الفن السابع، فرواية ياسمينة خضرة كما قال «هي عبارة عن حالة إنسانية استثنائية، من شأنها أن تعيد النظر في إرث العلاقات التاريخية بين الجزائروفرنسا، ذلك التاريخ المليء بالصدام». الفيلم الذي من المنتظر أن يعرض عام 2012 بالتزامن والإختفال بخمسينية الإستقلال الجزائري هو محاولة للم شمل الذاكرة المشوهة وتبريرها ، وهو من إنتاج فرنسي جزائري مشترك، يتناول حقبة الثلاثينات من القرن العشرين، الفترة التي عرفت احتفال فرنسا الكبير بمناسبة الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر سنة 1930، كما شهدت بروز الحركة الوطنية الجزائرية وأثمرت ميلاد جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري الذي قاد ثورة الاستقلال بداية من الفاتح نوفمبر 1954. كتب سيناريو الفيلم وحواراته «دانيال سانت أمو»، وهو فرنسي من مواليد مدينة معسكر أما القصة فتروي حياة «يونس» الذي نشأ بين طائفة «الأقدام السوداء» ونتيجة لظروف خاصة يجد يونس نفسه بين المعمرين وهو طفل، فيتم تعميده مسيحيا، ويغير اسمه إلى «جوناس»، ليعيش بعد ذلك قصة حب مع «إيميلي» وتصل محنة يونس «جوناس» مداها عندما يعيش تمزقا حقيقيا أثناء الحرب التحريرية. وهو المحور الذي تدور حوله أحداث تعالج قضية الثورة من منظور غير مسبوق في تاريخ السينما الجزائرية . صاحب الرواية محمد مولسهول مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس معروف بمواقفه الجدلية منذ أن كان عسكريا اتخذ له اسما مستعارا حتى اعتقد الكثير من قرائه أنه امرأة، ولم يتخل عن الاسم الذي أعطاه شهرته العالمية، عندما كشف شخصيته الحقيقية وبتحول روايته إلى فيلم يكون مولسهول قد حقق حلما طالما راود الكثير من الكتاب الروائيين، لكنه في المقابل ليس الروائي الجزائري الأول الذي يحول أحد نصوصه إلى الشاشة الكبيرة فالسينما الجزائرية منذ نشأتها الأولى استعانت كثيرا بالنصوص السردية لكتاب معروفين، ومن ذلك الكاتب والباحث البارز في الثقافة الأمازيغية الراحل مولود معمري، الذي تحولت اثنتان من رواياته إلى السينما، أولاها «الأفيون والعصا» التي تحكي حرب التحرير الجزائرية انطلاقا من إحدى القرى في منطقة القبائل، وأخرجها للسينما سنة 1969 أحمد راشدي.