كشف المدير العام للديوان الوطني للسياحة محمد أمين حاج سعيد، في هذا الحوار الذي خص به »صوت الأحرار« عن الخطة الترويجية التي أعدت من أجل استيعاب الكم الهائل من السياح الوطنيين المنتظر استقبالهم هذا الصيف أمام تراجع فرص قضاء عطلة صيفية خارج الوطن إلى جانب طرح المقصد الجزائري كبديل حتمي أمام الأسواق الخارجية. وعلى صعيد متصل أعلن عن تنظيم اليوم الوطني الأول للسياحة بالجزائر يوم 25 جوان الجاري مؤكدا أنه قدم تشخيصا لواقع القطاع الذي هو بحاجة ماسة لتكاتف جهود الجميع كما قال، فيما أشار إلى وجود برنامج خاص بشهر رمضان المعظم الذي يتزامن مع فترة العطل معلنا عن تخفيضات تصل إلى 50 بالمئة بعدد من الفنادق والمراكز السياحية. ** نظم الديوان الوطني للسياحة مؤخرا الصالون الدولي للسياحة والأسفار، هل لنا أن نعرف أهم النتائج التي خرج بها الصالون؟ من المؤكد أن الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته ال11 خرج بجملة من النتائج من أهمها الارتفاع في نسبة المشاركة التي قدرت بحوالي 20 بالمائة مقارنة بالطبعة السابقة سواء تعلق بالمشاركة الوطنية أو الأجنبية، حيث سجلنا حضور 34 وكالة للأسفار مقابل 24 العام الماضي، في حين أن صالون هذه السنة عرف إعادة تنظيم من خلال تجسيد المحاور الخمسة المدرجة ضمن الإستراتيجية الوطنية للسياحة وهذا ما تجسد في الفضاءات التي شملت مشاركة البنوك والمؤسسات المالية التي لها صلة بتمويل الاستثمارات في القطاع وأيضا الفضاء المتعلق بالجودة والنوعية والفضاء الخاص بالسلسلة السياحية والمتمثل في مشاركة عدد من القطاعات التي لها صلة بالقطاع وأخيرا الفضاء الخاص بوجهة الجزائر الذي شاركت فيه مختلف الوكالات السياحية إلى جانب الهيئات التي لها صلة بالقطاع على المستوى المحلي إلى جانب فضاء جديد تم استحداثه هذه السنة والمتمثل في فضاء الأطفال والذي لقي نجاحا كبيرا. وقد أردنا لهذه الفئة التي من خلالها يمكن تمرير الرسائل إلى الكبار ثم إنها المستقبل الذي بواسطته يمكن الترويج للمقصد السياحي الجزائري وذلك بالنظر إلى الإستراتيجية السياحية التي تمتد إلى آفاق 2030، فإن التركيز على الجيل الصاعد من شأنه المساعدة على تنفيذ هذه الإستراتيجية. وعلى هامش الصالون نظمت 47 مداخلة ألقي منها 27 من قبل مختلف القطاعات الوطنية التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بتنمية وتطوير القطاع السياحي وكذا المساهمة في تجسيد برامجه. وأشير هنا أن هذه الفكرة التي تقدم بها الديوان الوطني للسياحة نعتزم تكرارها العام المقبل فهي واحد من العوامل التي تدفع إلى المشاركة القوية والجماعية في إنجاح المخططات المسطرة في هذا الشأن. **وماذا عن الترويج للمقصد الجزائري في هذا الحدث؟ لقد عرف الصالون أيضا تنظيم ورشتين الأولى خاصة بالتكنولوجيات الحديثة في السياحة وأخرى تتعلق بالسياحة البيئية بالموازاة مع تنظيم حلقة عمل جمعت أزيد من 40 مشاركا في مجال تسويق الخدمات السياحية، حيث حضر اللقاء 17 أجنبيا يمثلون عددا من وكالات السياحة والأسفار قادمين من 12 بلدا إلى جانب مشاركة 23 جزائريا تمكنوا من عقد عدد من الاتفاقيات في مجال تسويق المنتوج السياحي الجزائري. أما بخصوص الصدى الذي تركته الطبعة ال11 من الصالون الدولي للسياحة والأسفار خصوصا عند الوفود الأجنبية المشاركة فقد كانت إيجابية جدا وبالأخص بعد الجولة السياحية التي نظمت لفائدة 27 صحفيا أجنبيا يمثلون مختلف وسائل الإعلام و7 وكالات سياحية أجنبية نحو ولاية وهران وعين تموشنت وكذا تلمسان، حيث تمكنوا من استكشاف حقيقة القدرات السياحية التي تتوفر عليها الجزائر. **دائما في إطار الترويج للمنتوج الجزائري، هل هناك مشاريع أخرى مبرمجة في هذا السياق؟ طبعا هناك إستراتيجية اتصال تسويقية إذ نقوم تدريجيا بدراسة الأسواق الخارجية من أجل التمييز بين طبيعة الأسواق وما تحتاج إليه وما يمكن أن نسوقه لها، وكما تعلمون أنه من المستحيل أن نتصل بجميع الفئات بنفس الطريقة ومن هذا المنطلق فإن الديوان الوطني للسياحة يعد في الوقت الحالي إستراتيجية اتصال جديدة من أجل دخول هذه الأسواق واستهداف عدد كبير من الفئات لتلبية رغباتهم في هذا الشأن والعمل على فرض الوجهة الجزائرية في الأسواق الخارجية كبديل حتمي. **هذا بالنسبة للسائح الأجنبي، لكن أين هو موقع السائح الجزائري ضمن هذه الخطة الترويجية؟ السائح الوطني يعد من الأوليات التي نهتم بها في هذه الإستراتيجية، وأعود إلى الشعار الذي تم في إطاره تنظيم الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته ال11 الذي يركز على ترقية المناطق السياحية ومعنى ذلك عميق حيث أنه لا توجد في الجزائر مناطق غير سياحية لكن هنا يمكن التمييز بين مناطق معروفة وأخرى غير معروفة. ونريد في هذا الشأن الترويج للمناطق غير المعروفة التي هي بحاجة إلى تنمية ومن هذا المنطلق يجب إشراك كل الفاعلين بداية من الناشطين في الميدان إلى الجمعيات لإخراج هذه المناطق من النسيان ولا يخفى علينا أن هناك فرقا بين الإقليم والوجهةن، والمطلوب أن تعمل الجماعات المحلية على تغيير النظرة الحالية من خلال تثمين قدراتها السياحية لجعل المناطق التي تنتمي إليها وجهة سياحية مفضلة، وفي هذا الساق منح الصالون الأخير الفرصة لترقية هذه المناطق. س:هل من الممكن العودة إلى الأمور العملية.نرى هذه الأيام حملة إشهارية عبر عدد من الوسائط الإعلامية التي تروج للوجهة التونسية.وفي وقت خصصت الدولة الجارة 5 أضعاف المبالغ المالية الموجهة للترويج لمقاصدها السياحية.فهل في المقابل وضع الديوان الوطني للسياحة خطته على الأقل لاحتواء العدد الهائل من السياح المنتظر هذا الصيف؟ ج:بطبيعة الحال نقوم في القوت الحالي بإعداد حملة إشهارية لموسم الصيف وشعارها"عيشوا الجزائر واكتشفوا شواطئها" .فلدينا موارد استجمامية هائلة ,لكن يبقى ربما العائق الكبير في استغلالها في نقص هياكل الإستقبال ,التي نرى أنها في تطور ملحوظ من سنة لأخرى والقاعدة في هذا الشأن تؤكد أن الحاجة هي التي تخلق العضو ومن هذا القبيل فإن تطور هياكل الاستقبال سيتزامن تدريجيا مع الإقبال على الأماكن السياحية ومناطق الاستجمام.و أنا أتساءل في هذا السياق هل من الصعب إنشاء الفنادق أم الحصول على موارد سياحية كالشواطئ والمناطق الأثرية وغيرها؟ بالتأكيد فان أسهل مهمة في هذا العمل هو إنشاء هياكل الاستقبال. ** وكم خصصتكم للحملة الإشهارية لهذا الصيف؟ الحملة مستمرة على مدار السنة، أما المتعلقة بفترة الصيف فقد خصصنا لها علافا ماليا معتبرا، حيث سيكون هناك ومضات إشهارية في التلفزيون إلى جانب الإذاعات الوطنية طوال فترة الصيف في حين ستكون هناك ومضات حول ضرورة المحافظة على نظافة الشواطئ تحت شعار »معا من أجل شواطئ نظيفة« إلى جانب تحضيرنا لومضة إشهارية أخرى حول اليوم الوطني للسياحة وذلك يوم 25 جوان والتي ستكون أول طبعة وطنية حيث سيتم إحياء هذا اليوم تحت شعار »السياحة قضية الجميع«. ** نفهم من ذلك أنكم تتوقعون مستقبلا سياحيا جيدا؟ بالتأكيد وأنا أقول ذلك ليس لأنكم تسجلون ما أقوله لكن هذا ما هو منتظر حسب المعطيات التي نملكها حول الجهود التي تبذل في الميدان. وأنا في هذا الموضوع متفائل جدا ولا أرى ما يدعو إلى التشاؤم ولا أرى أي مبرر لذلك في الوقت الحالي. أعطانا الله كل المؤهلات السياحية وهذا ما قلته لكثير من الأجانب. ** من المؤكد أنكم من خلال ملاحظاتكم سجلتم بعض النقائص التي يعاني منها القطاع؟ أول ملاحظة سجلناها هي أن شبابنا لا زالوا غير مقتنعين بجاذبية المناطق السياحية الجزائرية حيث أنهم لا يعرفون ما تزخر به الجزائر العميقة. **ربما هناك عوامل أخرى؟ نعم هذا ما نحاول عكسه من خلال الحملة الإشهارية التي نحضر لها لأننا لاحظنا أن المواطنين مازالوا غير مقتنعين بجاذبية المناطق المحلية وأنا أؤكد أن الخطأ ليس منهم بل هو واجبنا الذي نقوم به اليوم من أجل أن نظهر لكم كم هي الجزائر غنية وجميلة في نفس الوقت. وبهذا نكون قد ساهمنا في بعث الصناعة السياحية في الجزائر التي لا تقتصر فقط على موسم الصيف بل هي على مدار السنة، فالمقصد السياحي الجزائري موجود منذ فترات طويلة وما بقي إلا العمل على ترقيته وإعطائه ما يستحقه من اهتمام. والمطلوب أيضا هو إعادة بنائه من خلال تكييفه مع المتطلبات الراهنة ومطابقته مع التطور التكنولوجي الحاصل. **كيف ترون واقع السياحة خصوصا في جانبها المتعلق بالاستثمار؟ هناك ارتفاع في عدد طلبات الاستثمار في القطاع وأشير إلى أنه يجب أن تكون هذه الاستثمارات محترمة وتراعي الأهداف التي أنشئت من أجلها وأثرها على البيئة الثقافية والدينية، حيث أن الجزائر تزخر بعدد كبير من الزوايا التي تعد إرثا ثقافيا ودينيا وسياحيا في آن واحد. وفي هذا الإطار يجب أن تتواكب الاستثمارات المتعلقة بإنشاء مؤسسات فندقية تستجيب لهذا المحيط وتتبناه بمختلف أبعاده، فلا يجب أن تعتدي على البيئة وعلى القيم التي يحملها سكان هذه المناطق، ثم لماذا نحن نعمل على التحسيس بهذا التنوع السياحي حيث أن الإستراتيجية المعتمدة في هذا الشأن تسعى إلى الحث على استعمال المواد النبيلة كالخشب مثلا لأن المواد النبيلة قابلة للاسترجاع. وللإشارة فإننا نجد في عدد من المناطق عبر العالم مناطق تشبعت على غرار السواحل الإسبانية والحمد لله السواحل الجزائرية لم تتشبع بعد فحسب أحد الخبراء فإنه من حظ السياحة الجزائرية أنها توجد في بداية مشوارها..المستقبل بين أيدينا. ** ما هو تقييمكم للاستثمار الأجنبي؟ ما زال الاستثمار الأجنبي محتشما وإن كان الموضوع ليس من اختصاصي فإن الأبواب مفتوحة ثم إن الاستثمار الأجنبي يأتي بالموازاة مع عملية الترويج للوجهة الجزائرية التي نعمل على الإشهار لها فعندما تقوم بالإشهار فإنه يكون موجها للسياح وأصحاب المشاريع معا. **ألا ترون ضرورة وضع مخطط استعجالي لاستيعاب العدد الكبير من المصطافين؟ هناك العديد من الحلول على غرار إنشاء المخيمات إلى جانب العربات المتنقلة. فنحن نرحب بأصحاب الاقتراحات العملية التي من شأنها تسهيل قضاء عطلة صيفية مريحة وأنا متفائل جدا. أما بخصوص تزامن شهر رمضان مع فترة الاصطياف فإن الصالون الأخير شهد حضور عدد من المتعالمين الذي يقترحون تخفيضات تصل إلى 50 بالمائة خلال شهر رمضان المعظم وهو الأمر الذي لم يكن في وقت سابق. فرمضان هذه السنة فيه الجديد حيث سيقوم الديوان الوطني للسياحة بالتعاون مع وزارة السياحة بدعم ثلاثة الشواطئ نموذجية في الوسط والشرق والغرب التي يتم اختيارها وفق عدد من المعايير كالإقبال عليها في الفترات المسائية وتوفر النقل وذلك من أجل استقبال المواطنين بعد الإفطار وتكون ذات تأطير وتنشيط بالإضافة إلى قافلة ستجوب الشواطئ الممتدة عبر 14 ولاية ساحلية للترويج للوجهة الجزائرية بتوزيع المطويات للتعريف بالوجهات السياحية الوطنية في حين سنخصص للجالية الجزائرية في الخارج نفس الاهتمام وذلك بإنشاء نقاط اتصال عبر الموانئ والمطارات.