شددت، التوصيات التي خرجت بها مديرية الشؤون الدينية لولاية جيجل، في ختام الملتقى الوطني حول فكر الراحل أحمد حماني، أول أمس، على ضرورة الاعتماد على الإرث الفكري والديني الذي يميّز أعلام ومشايخ الجزائر، الذين يعانون النسيان والضياع، الأمر الذي ينتج لا أمنا دينيا وفكريا وفوضى في الإفتاء، مردها الأساسي غياب مرجعية دينية وطنية موحّدة. جاء في التوصيات جملة من التدابير والاقتراحات، التي إن طبقت سوف تساهم في خلق حركة علمية على مستوى التراب الوطني، تعنى بأعلام الدين والفكر في الجزائر، كان أولها التشديد على إعادة طبع كل أعمال الراحل الشيخ أحمد حماني سواء تلك التي تم نشرها أو الموجودة بحوزة عائلته والتفاوض معهم لإعادة طبعها وتوزيعها على المستوى الوطني لتمكين الدارسين والباحثين من التعمق في فكر الشيخ حماني، والحصول على كل كتبه القيّمة بسهولة، لتحقيق مبدأ الالتفاف حول علماء الأمة واعتماد كتبهم كمرجعية في الفقه والعلم. إضافة إلى ذلك دعا المشاركون في الملتقى تطعيم ودعم المناهج العلمية والدينية والعلوم الشرعية في الجزائر عبر مختلف الجامعات والمعاهد بنصوص الراحل أحمد حماني تثبيتا لها وحماية للهوية الوطنية، وللاحتفاء بفكر ومذهب اعتمد فيه على الاعتدال والوسطية، محاربا الغلو والتطرف، الأمر الذي يعد أمرا مفروضا ومشروعا خاصة في الوقت الراهن، وضرورة عصرنه فكر الشيخ حماني وإخضاعه لشروط العصر عن طريق إنشاء مواقع الكترونية جديدة، تستحدثها وزارة الشؤون الدينية لجلب الشباب وتعليمهم الدين والفتوى المعتدلة ومحاربة فوضى الإفتاء دون إهمال اللعب على الجوانب التقنية الحديثة والحيل لجلب شباب اليوم، المتجه إلى السلفية وكل ما تجر معها من تبعات سلبية تدعو إلى التطرف والانفلات والتشدد وأحيانا إلى الانغلاق الفكري والتحجر الديني وغيرها من الظواهر. في سياق متصل، أعرب المشاركون في فعاليات الملتقى العلمي عن أملهم في تحويل الملتقى العلمي إلى مغاربي بغية توسيع فكر أحمد حماني، الذي يعتبر جزء من الهوية الوطنية والمرجعية الفقهية في الجزائر، وأنه آن الأوان للتعريف بأعلام الشريعة الإسلامية في الجزائر، ولكل العالم الإسلامي ، فهو خريج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشخصيته تحتاج إلى دراسة وبحث أكد المشاركون أنها لم تنل حقها من هذا في الجزائر. على صعيد متصل تواصل القافلة العلمية نشاطها اليوم في عنابة، لمناقشة نفس الموضوع رفقة عدد من المشاركين وأساتذة في الفقه والشريعة الإسلامية.