أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، أن المؤسسات الجامعية جاهزة لاستقبال الطلبة الجدد »في أحسن الظروف«، وطمأن حاملي شهادة البكالوريا لهذه السنة بأن المقاعد البيداغوجية متوفرة بما فيه الكفاية، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على ضرورة »إيلاء عناية خاصة ومتابعة يومية« لتفادي »أية توترات«، مستندا في ذلك على تجربة الإضرابات التي عرفها القطاع مؤخرا. اعترف وزير التعليم العالي بأن عدم اكتمال الامتحانات على مستوى عدد من المؤسّسات الجامعية على خلفية الإضرابات التي عرفها القطاع خلال الموسم الجامعي المنقضي يجعل من الصعوبة توقع عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة خلال الدخول المقبل، كما يُصعّب المهمة بشأن العدد الإجمالي للمتخرّجين. وعلى الرغم من ذلك فإن توقعاته ذهبت إلى إمكانية التكفل بأزيد من 241 ألف طالب جديد باحتساب الطلبة الجدد في »الماستر« و»الدكتوراه«. وبهذا المفهوم دعا رشيد حراوبية رؤساء الجامعات خلال أشغال الندوة التي جمعته بهم أمس بمقر الوزارة، إلى ضرورة أخذ كافة الاحتياطات اللازمة من أجل التكفل بالطلبة الجدد وتوفير الظروف الملائمة للتسجيلات التي تنطلق ابتداء من هذا الثلاثاء على مستوى كل المؤسسات الجامعية. وأكثر من ذلك فإنه طالبهم ب »استخلاص الدروس من ما عشناه في الأشهر الماضية«، في إشارة منه إلى الإضرابات التي شلّت المدرجات، وأضاف: »هذه التجربة ستسمح لنا في المرحلة القادمة من تجاوز تلك الصور التي عشناها«. ولم يتوان الوزير في سياق تقديم التوجيهات من التذكير بأن هناك مشكل اتصال على مستوى القطاع، وفي الوقت الذي وصف عدد الناجحين في البكالوريا ب »الهائل« فقد أقرّ بأن هناك من يُغذي »التكهنات والتخمينات« للتشكيك في قدرات استيعاب أكثر من 220 ألف طالب جديد، لافتا إلى أن مصالحه شرعت في التحضير للدخول الجامعي المقبل منذ أكتوبر من العام الماضي وليس بمجرّد الكشف عن نتائج البكالوريا قبل أيام. وعندما عاد حراوبية إلى موجة الاحتجاجات التي اجتاحت القطاع قبل أشهر، ذكّر أن الكثير من ما تمّ نشره في تلك الفترة في الأوساط الجامعية »كان كله إشاعات وليس له صلة بالحقيقة..«، مخاطبا رؤساء الجامعات بالقول: »لقد لاحظتم أن هناك تحوّلا في الوسط الجامعي الذي أصبح يتقّبل أية معلومة مثلما حصل مثلا مع إشاعة شهادة مثقف.. فأي عاقل، على أيّ مستوى كان، لا يُمكنه تقبّل مثل هذه المعلومة«. وبموجب ذلك أبلغ وزير التعليم العالي رؤساء الجامعات بأولوية »اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيصال المعلومة الدقيقة والصحيحة إلى الطلبة وذلك باستعمال كل الوسائل المتاحة..«. وقبل أن يتفّرغ ذات المسؤول إلى عقد لقاء على انفراد خلال أشغال هذه الندوة، حرص على التأكيد مرة أخرى بأن جاهزية قطاعه لا يعني عدم اتخاذ الاحتياطات المطلوبة، وهو ما أوضحه بتعبير صريح: »لا بدّ من الحذر لتفادي التوتّر لأن المقاعد البيداغوجية موزّعة على كل مناطق الوطن.. هذا يستوجب عناية خاصة ومتابعة يومية«. وفي سياق له صلة بما ورد على لسان حراوبية، عرض رؤساء الندوات الجهوية للجامعات معطيات عن الدخول الجامعي المنقضي وتوقعات السنة الجامعية الجديدة، فيما أعلن مسؤول مركزي بوزارة التعليم العالي أن عدد الطلبة الإجمالي سيرتفع إلى أكثر من 1 مليون و400 ألف ابتداء من أكتوبر المقبل، مع تأكيده استلام أكثر من 120 ألف مقعد بيداغوجي جديد. ولا يختلف الوضع كثيرا على الصعيد الخدماتي لأن المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية، الهادي مباركي، أكد أنه »لن يكون هناك أي إشكال على هذا المستوى«، وقد تحدّث عن فائض إجمالي ب 123 ألف في الإيواء خلال الدخول المقبل كون طاقة الاستيعاب المتاحة تصل إلى 215 ألف و876 سرير، خصوصا وأن عدد الذين يغادرون الإقامات الجامعية سيبلغ 84 ألف إلى جانب وجود 65 ألف مكان شاغر. إلى ذلك أعلن الهادي مباركي الذي قدّم بدوره حصيلة العام المنقضي وتوقعات الدخول المقبل، أن طاقة الإيواء بلغت 442 ألف و538 طالب بمعدلّ إيواء 40.89 بالمائة، إضافة إلى تقديم 980 ألف وجبة يومية، مع استفادة 684 ألف و832 من خدمات النقل من خلال توفير 4494 حافلة، فيما استفاد 831 ألف و173 طالب من المنحة الجامعية.