شرعت المصالح الأمنية، منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في تطبيق الإجراءات والتدابير الأمنية الاستثنائية، التي سبق وأن أعلنت عن تطبيقها لتأمين كبريات المدن، والجزائر العاصمة على وجه الخصوص، خلال شهر رمضان، حيث لوحظ انتشار واسع لعناصر الشرطة، فيما تزايد عدد الحواجز الأمنية للدرك والأمن الوطنيين، سيما عند مخارج ومداخل العاصمة، وفي كل الاتجاهات. وقد شهدت كبريات المدن، سيما الساحلية، تعزيزات أمنية »غير مسبوقة« قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، وذلك تطبيقا للتدابير التي قررتها المصالح الأمنية خلال الشهر الفضيل، تحسبا وتفاديا لأي عمليات دموية، سيما في العاصمة. ففي هذا السياق شوهد منذ يومين انتشار العديد من العناصر الأمنية في مختلف الشوارع المحورية والساحات العمومية، وفي محيط المساجد، وحول مقرات الهيئات الدبلوماسية والمصالح الأجنبية، علاوة على إضافة تعزيز تواجد أفراد الشرطة أمام مكاتب البريد والبنوك ومحطات النقل البري والسكك الحديدية. وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية مسؤولة أن المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، يتابع باهتمام »شديد« تنفيذ إجراءات تأمين العاصمة والمدن الكبرى خلال شهر رمضان، سيما وأن المديرية العاصمة للأمن الوطني قررت »تجنيد« 20 ألف شرطي لتأمين المساجد والأسواق والشواطئ، خلال الشهر الفضيل، حيث تم دعم إضافي يقارب 5 آلاف شرطي لضمان أمن وسلامة المواطنين، وكذا إلحاق دوريات إضافية بالشرطة تكثّف عملها في الفترة الليلية في الأماكن والساحات العمومية والمساجد . وكان رئيس أمن ولاية الجزائر، عميد أول للشرطة محمد سرير كشف عن الإجراءات التي يتم تبينها خلال شهر رمضان، وذلك عبر تدعيم التشكيلات الأمنية على مستوى الأماكن العمومية، إما عن طريق الاحتلال الميداني أو من خلال انتشار قوات الشرطة في الأماكن التي تعرف توافد المواطنين، مثل المساجد، التي ستوضع تحت حراسة مقربة من أعوان الأمن الذين سيسهرون على تأمين مرتاديها خاصة أثناء صلاة التراويح، علاوة على تعزيز التواجد الأمني في الأسواق والشواطئ، خاصة أن شهر رمضان تزامن هذه السنة مع موسم الاصطياف، مؤكدا أن المخطط الأمني الاستثنائي سيتم تمديده إلى غاية شهر سبتمبر. كما قررت مصالح أمن ولاية الجزائر تجنيد العديد من الدراجين التابعين للشرطة في المحاور الكبرى للطرقات الرئيسية، كما خصصت تشكيلات خاصة تجوب الأسواق والشوارع ليلا ونهارا يكون عناصرها بالزي المدني، مثلما كان عليه الأمر في السنوات الماضية.