أجمع خبراء جزائريون وأجانب على أن القاعدة هي التي نجحت في كسب الحرب ضد القذافي وليس المعارضة، مُشدّدين على أن عبد الحكيم بلحاج لن يتوانى في التحالف مع القاعدة، كما تم التأكيد على أن دول الساحل ستتحمل ضغط اللاستقرار بالمنطقة لاسيما بالنسبة لمالي ونيجر، لهذا فهي ضحايا الانفلات الأمني في ليبيا ومن ثم فتح الأبواب على مصرعيها لتهريب السلاح والمخدرات. قدّمت سعيدة بن حبيلس رئيسة الحركة النسوية للتضامن مع المرأة الريفية أمس، في معرض إشراف جمعيتها على تنظيم لقاء بفندق الجزائر تحت عنوان »خطر التهديد الإرهابي على ضوء الوضع السائد في ليبيا«، وثيقة ضمّنتها مجموعة من المطالب للأمم المتحدة، وقّعتها فعاليات المجتمع المدني، وشكل فيها موضوع تدخل حلف الناتو في ليبيا وعدم احترام اللوائح الأممية الأهمية الكبرى، خاصة فيما تعلق بعملية القصف العشوائي للمدنيين، وصلت حد ارتكاب جرائم بتواطؤ دولي. ومن هذا المنطلق، شهد اللقاء الذي حضره خبراء جزائريين وأجانب بمشاركة سفراء معتمدين بالجزائر وبرلمانيين، وممثلين عن الحركة الجمعوية وفاعلين اقتصاديين، نقاشا مستفيضا دار حول طبيعة أخطار المرحلة المقبلة بمنطقة الساحل بفعل الانفلات الأمني وتهريب السلاح والمخدرات، وقالت بن حبيلس عضو مؤسس للمركز الدولي للبحث والدراسات حول الإرهاب التي بادرت بتنظيم اللقاء »إن الرهان هو كيفية تحقيق التوعية والتحسيس للرأي العام الوطني والدولي حول أخطار آفة الإرهاب على ضوء الوضع السائد في ليبيا، والانفلات غير المسبوق بالمنطقة«. من جهته إيف بوني رئيس المركز الدولي للبحث والدراسات حول الإرهاب قال »إنه ينبغي التفكير سويا في التطورات والتداعيات التي قد يعرفها النشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة من خلال الأحداث الجارية في ليبيا«، لكنه أكد أن أي محاولة لإقصاء دور الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل هو رهن لتحقيق أي نتيجة«، وتابع يقول »الجزائر باعتبارها بلدا يمتلك أفضل تجربة في مجال مكافحة الإرهاب تجاوزت لوحدها هذا النوع من الاعتداءات وكسبت الكثير من النضج«. وبعد أن ذكّر أن الجزائر تعرضت لهجمة إرهابية عنيفة جدا، دعا الخبير الفرنسي إلى الاعتراف بالنجاح الباهر الذي أحرزه هذا البلد ضد الإرهاب بإمكانياته الخاصة في ظل لامبالاة المجتمع الدولي خاصة فرنسا، وأضاف قائلا »يجب أن نتحلى اليوم بالصدق ونعترف للجزائر بهذا الانتصار الكبير«. وأجمع الحضور على أن المكاسب التي يرى المجلس الانتقالي الليبي أنه حققها سرعان ما تتهاوى بمجرد التعمق في المعطيات على الميدان، ونصطدم بواقع أن القاعدة أصبحت الآمر الناهي فليبيا ما بعد القذافي، معلّلين ذلك باحتمال تحالف عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري للعاصمة طرابلس مع القاعدة من أجل الإنفراد بالسلطة، لكنهم أبدوا امتعاضهم ومعارضتهم لممارسات النظام القطري وقناة الجزيرة لفرض الديمقراطية بمفهومها الجديد، القائم على »أظهر الدبابات«. أما رزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية فلم يتوان في مد يده لليبيين، بقوله »الجزائر مع الأشقاء الليبين من أجل العودة إلى تحقيق علاقات متميزة« لكن ذلك يبقى مرهونا باحترام المواثيق الدولية واللوائح الأممية. للإشارة، فإنه من بين الخبراء الآخرين حضر إريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للبحث حول الاستخبارات وماجد نعمت مدير مجلة افريك- آزي.