وجه أبو يحيى الليبي، القيادي الكبير في تنظيم القاعدة، نداءا للجزائريين للثورة على نظامهم أسوة بالليبيين والتونسيين، وتعتبر الدعوة الثانية خلال أسبوع، بعد تلك التي أطلقها زعيم التنظيم المصري أيمن الظواهري، مما يؤكد مجددا بأن الجزائر مستهدفة أكثر من أي وقت مضى بفتنة الدم، وأن القاعدة ما هي إلا أداة لإذكائها في إطار مخطط غربي واضح المعالم. عاد تنظيم القاعدة مجددا ليدخل معمعة التحريض على ما يسمى ب»الثورة« في الجزائر، بحيثنسج أبو يحيى الليبي، مسؤول اللجنة الإعلامية في تنظيم القاعدة الجزائريين، على منوال زعيمه في التنظيم، خليفة أسامة بن لادن، المصري أيمن الظواهري، ووجه، في شريط فيديو بثه موقع للإسلاميين على شبكة الانترنت، نداء للجزائريين حثهم فيه على الثورة على حكامهم مثلما فعل جيرانهم في تونس وليبيا وفي ومصر، وقال الليبي في كلمته »فإنما هي زجرة واحدة تتعاضد فيها القوى ويترسخ فيها التصميم وتتصاعد معها المواجهة فإذا بنظام العميل قد خارت عزيمته وذهبت قوته وتهاوت أركانه كما أطاح جيرانكم في تونس وليبيا بأعتى طواغيت العصر وأئمة الكفر فما أنتم بأقل منهم«. وواصل القيادي في تنظيم القاعدة يقول: »فثر أيها الشعب الأبي في وجه الظلم والطغيان بتصميم أكبر وتحد أقوى حتى تطيح بهذا النظام العفن الذي سرق ثروتك وأغنى عدوك بأموالك وأفقرك وحرمك من طيب خيراتك وفتح بلادك للقطاء الغرب يستمتعون بمواردك وجعل أبناءك الشرفاء يطوفون الأرض ويتكففون الناس«، داعيا إلى مؤازرة من أسماهم بالمجاهدين، في إشارة للمجموعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والتي لا تزال تسفك دماء الجزائريين، وأوضح الليبي في هذا الإطار: »يا شعبنا المسلم في الجزائر إن أبناءكم المجاهدين الذين رضوا أن يستلذوا شظف العيش في الأودية والجبال والغابات والأدغال وصبروا على طول المجابهة مع النظام هؤلاء هم من يحملون همكم وحريصون كل الحرص على إنقاذكم ويبذلون الغالي والنفيس للتنفيس عنكم فسعادتكم الحقة في الوقوف بجانبهم وتقوية صفوفهم واحتضانهم ومساندتهم فجهادهم جهادكم ونصرهم نصركم«، وأضاف »انتم اليوم مدعوون بالوقوف إلى جانب أبنائكم الصادقين الأوفياء لإنقاذ الجزائر من براثن الطغيان ومن إذلال التبعية المقيتة للغرب إلى عز الاستقلال ومن جحيم القوانين الوضعية إلى نعيم الشريعة المحمدية«. وتعتبر هذه المرة الثانية التي يحرض فيها تنظيم القاعدة »الأم« علنا وعبر بيان لقيادييه على ما يسمى ب»الثورة« في الجزائر، على طريقة ما جرى ويجري في العديد من الأقطار العربية من عنف يوصف بأنه انتفاضة ديمقراطية ضد الظلم والاستبداد، فقبل أبو يحيى الليبي، دعا الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الشعب الجزائري للثورة، اقتداء بالشعبين التونسي والليبي. ويثير بيان الليبي تساؤلات كثيرة، خاصة أن حثه الجزائريين على الثورة جاء أسبوعا واحدا فقط بعد بيان الظواهري، ويبدو أن اختيار الليبي لمهمة تحريض الجزائريين على التمرد، ودعوتهم لمساندة المجموعات الإرهابية التابعة لما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، له علاقة بجنسية القيادي في القاعدة، وهذا بحكم الانتماء إلى منطقة المغرب العربي التي ينشط بها الفرع المغاربي بقيادة عبد الملك درودكال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، علما أن الولاياتالمتحدة كانت قد فرضت عقوبات مالية على ثلاثة من زعماء القاعدة المتمركزين في باكستان من بينهم الليبي، وأعلنت الخزانة الأمريكية في سبتمبر الماضي أنها أضافت أبو يحيى الليبي وصفته الوزارة بأنه المسؤول الإعلامي للقاعدة إلى قائمتها للشخصيات الإرهابية بموجب أمر تنفيذي وقع في سبتمبر عام 2001. وتندرج دعوة أبو يحيى الليبي في نفس السيناريو الذي سار عليه الظواهري، وهو الترتيب لقيام »ثورة« في الجزائر على طريقة ما حصل في ليبيا، حيث يبدو جليا أن هذا التنظيم الإرهابي ليس سوى أداة لتحقيق المخطط الجديد الهادف إلى جر عدد من الدول العربية التي تندرج تحت خانة ما يسمى بمحور الممانعة، الرافض لأي تطبيع منع الكيان الصهيوني، إلى العنف، وخدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد عبر ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي شرع في تنفيذها في العالم العربي في عهد المحافظين الجدد في البيت الأبيض الأمريكي تحت قيادة ببوش الابن، وما يزيد في فضح هذا الحلف الغربي بين القاعدة والحلف الأطلسي، أن هذا التنظيم الإرهابي لم يعد له من هم غير تحريك الشارع الجزائري، ولم يتعرض بكلمة واحدة للأنظمة الملكية في المغرب والمشرق التي تذيق الذل والمهان لشعوبها، وتفتح أراضيها أمام القواعد العسكرية الأمريكية وتتآمر على القضية الفلسطينية وعلى المقاومة في غزة ولبنان، وتقيم علاقات ولو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني.