أعطى عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تعليمات صارمة لكل المسؤولين بحزب جبهة التحرير الوطني من أعضاء المكتب السياسي، أعضاء الجنة المركزية وأمناء محافظات وقسمات وغيرهم من المسؤولين على مستوى الحزب للأخذ بيد الشباب ليتبوأ مناصب المسؤولية وتمكينهم من ولولج الحياة السياسية والمشاركة فيها بقوة، وبالمقابل اعترف بوجود مناضلين على مستوى الهياكل تعمل على عرقلة عملية انخراط الشباب وهو الأمر الذي أوجب استحداث أمانة العضوية التي تتولى معالجة مثل هذه التجاوزات. تصريحات الأمين العام للأفلان جاءت ردا على انشغالات شباب الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية الذي نظم أمس لقاء ولائيا حول »الشباب والمشاركة السياسية«، بدار الإمام، حيث طرح الشباب المشارك في الندوة المشاكل المتعلقة بصعوبة ولوج الفئات الشبانية إلى عالم السياسية، وأشاروا إلى نظرة بعض الساسة الذين يعتبرونهم قصرا وغير قادرين على تحمل المسؤولية السياسية سواء تعلق الأمر بالأحزاب السياسية أو بمؤسسات الدولة، كما أعابوا على قيادات الأحزاب حصر نشاط الشباب في الدعاية والإعلان وتوزيع المطويات بدل الاعتراف بهم ككيان قائم بذاته. وخلال رده على هذه الانشغالات، أوضح بلخادم، أن الشباب هو عنفوان الشعب وخميرة المستقبل وأن حزبه ممنون بالحديث عن الشباب وضرورة ولوجهم العمل السياسي، مؤكدا أن النشاط السياسي يفرض الاستفادة من تجربة المناضلين القدامى ومزجها بطاقة الشباب لضمان استمرارية رسالة نوفمبر. ولم ينكر الأمين العام العراقيل التي تعترض الشباب لولوج عالم السياسة انطلاقا من وجود مناضلين لا يشجعون عملية انخراط على مستوى الهياكل ويريدون صناعة وعاء انتخابي خاص بهم يخدم مصالحهم ويقضي على أي معارضة أو وجود للرأي الآخر، وعليه فقد دعا إلى محاربة الزبائنية السياسية في الأفلان، مشيرا إلى قرارات المؤتمر التاسع الذي أنشأ أمانة خاصة بالعضوية لتواجه مثل هذه التجاوزات أمانة أخرى تعنى بالشباب. وقال المتحدث »نحن لا نحصر مهمة الشباب في توزيع المطويات أو الملصقات ولا يمكن الذهاب إلى الغد دون أن تكون هنالك مكانة للشباب وللمرأة« واسترسل في الحديث عن مختلف الإصلاحات السياسية التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بداية من شهر أفريل الفارط، ليؤكد أن الأفلان هو أول من تحدث عن هذه الإصلاحات وكل من ركبوا القطار متأخرا عليهم أن يراجعوا أنفسهم لأن الأفلان هو من سيعمل على إنجاح الإصلاحات. وجدد بلخادم دعوته لكل المسؤولين لدعم الشباب وتمكينه من تبوأ مواقع المسؤولية والأخذ بيده وعدم محاسبته عن أولى الأخطاء المرتكبة، حيث يجب فتح الأبواب على مصرعيها أمام الشباب، كما يجب على الشباب أن ينخرط بقوة في الأفلان ويتواجد بقوة على مستوى جمعيات القسمات والمحافظات ليفرض وجوده بالأغلبية. كما نوه بلخادم بمواقف الشباب سوا في ردهم على كوشنير أو وزير الخارجية الفرنسية الحالي عندما سألوه عن اعتذار فرنسا عن جرائمها المرتكبة في الجزائر أو عندما أفلوا الدعوات الباطلة عبر الفايس بوك لزعزعة استقرار الجزائر يوم 17 سبتمبر الفارط. وختم بالقول إن ولوج عالم السياسة يأتي بحرص الشباب على حب الجزائر. وقد شارك في هذه الندوة عدد من أعضاء المكتب السياسي، أعضاء اللجنة المركزية، أمناء المحافظات وأمناء القسمات، إضافة إلى حضور الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية والأمين الولائي للاتحاد.