كشف تحقيق وطني حول الصحّة والسكّان، نشره أمس، طاقم الباحثين الذين أشرفوا على إنجازه بمركز البحوث الاجتماعية والأنثروبولوجية »الكراسك« بالسانيا بوهران أنّ داء الليشمانيوز الجلدي القاتل يهدّد السكّان المقيمين ببيئة غير نظيفة، عن طريق انتقاله عبر المياه أو الحشرات الناقلة للفيروس من الجرذان والكلاب. حذّر فريق البحث من مغبّة اللامبالاة من قبل السكّان خصوصا بالمناطق التي لم تشملها التهيئة والتي تعاني من تلوث المياه والمحيط، إذ أكّد التحقيق الوطني الذي شمل منطقتي عين السخونة بسعيدة بالغرب وذراع الميزان بتزي وزو بالوسط، أنّ سبب انتقال هذا المرض الذي يعّد على رأس الأمراض المعدية هو تلوث المياه والحشرات والجرذان والكلاب، إذ تظهر أعراضه على شكل بثور وحبيبيات تطال الجسد، ويمكن أن يتحوّل هذا الداء إلى قاتل في حال بلوغه درجة متطورة، وحسب الإحصائيات التي تقدّم بها فريق العمل تحت إشراف الباحث عبد الحق ساسي، فإنّ هناك أزيد من 350 مليون مصاب بنفس المرض عبر العالم، وبنسبة معتبرة بالجزائر خصوصا بالمناطق الريفية وغير المهيّأة، ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر والوقاية عن طريق العيش في شروط نظيفة. من جانب آخر أنجز فريق بحث آخر تحقيقا وطنيا هو الأوّل من نوعه حول علاقة المواطن بقطاع الصحّة، نشرت نتائجه أمس على مستوى مركز الكراسك في يوم دراسي بمناسبة اليوم الوطني للصحّة والسكّان، وأجري البحث على مستوى ولايتي وهران وتيسمسيلت وشمل مناطق حضرية مثل الصديقية وشبه حضرية مثل السانيا وغير حضرية مثل وادي تليلات، الكرمة وطفراوي، وأكّدت النتائج أنّ الهياكل القاعدية الموفرة بوهران باعتبارها عاصمة الغرب أحسن بكثير مما هو متوفر من إمكانيات بولاية تيسمسيلت، مع فروقات ما بين المناطق الحضرية وشبه الحضرية وغير الحضرية، كما استجوب التحقيق عيّنة من المواطنين والأخصائيين بقطاع الصحّة وأظهر تردّي العلاقة بين الطرفين واستياء المواطن من الخدمات الصحيّة المقدّمة وعدم وجود حوار ناجع ما بينهما، وهي كلّها مؤشّرات سلبية تؤكّد أنّ قطاع الصحّة لا يزال بعيدا عن المستوى المطلوب فيما يتعلّق بالإمكانيات المتوفرة أو التأطير البشري أو احترام أخلاقيات المهنية، الأمر الذي يكرّس معاناة مستمرّة للمرضى حسب الباحثين.