أكد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة العلاقات الخارجية والجالية بحزب جبهة التحرير الوطني، أن الجزائر عانت لوحدها ويلات الإرهاب وكافحت من أجل البقاء رغم الحصار غير المعلن الذي فرض عليها، مشددا على أن الجزائر ترفض الإصلاحات المستوردة من الخارج وهي قادرة على تسيير شؤونها، مضيفا بأن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية تتضمن العديد من المقترحات التي قدمها الأفلان. استقبل، أمس، سي عفيف بمقر حزب جبهة التحرير الوطني وفد الحزب الشيوعي الكوبي الذي ترأسه عضو اللجنة المركزية جيراردو سواريز إلفاديز منسق قسم العلاقات الدولية بإفريقيا والشرق الأوسط، حيث قدم عرضا عن المراحل التي شهدته الجزائر منذ الشروع في التعددية الحزبية والإصلاحات التي قامت بها، وأكد سي عفيف أن الجزائر عانت من ويلات الإرهاب في فترة التسعينات لوحدها أين تخلى عنها الشركاء وفرض عليها حصار غير معلن. وأوضح سي عفيف بأن الجزائر شهدت في تلك الفترة ميلاد 65 حزب سياسي، وعرفت أيضا استقالة الحكومة وتفكك المؤسسات الأمر الذي أدخل الجزائر في مرحلة انتقالية، مشيرا إلى فتح نقاش وحوار وطني بإشراك كافة الأحزاب السياسية لإخراج الجزائر من أزمتها أين تم تأسيس مجلس وطني انتقالي وإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية ومراجعة الدستور، إضافة إلى إجراء انتخابات تشريعية تعددية وبرلمان بغرفتين سنة 1997، مؤكدا أن هذه التجربة دعمت المسار السياسي في الجزائر وعززت الممارسة الديمقراطية. وفيما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية، أوضح سي عفيف بأنها جاءت لتكريس الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية، مشددا على أن الجزائر لن تعود إلى فترة التسعينات التي كانت نتائجها وخسائرها وخيمة على الشعب والدولة، مؤكدا أن ذلك يفرق بين وضعية الجزائر بالدول التي تعيش حاليا اضطرابات، كما أشار إلى أن أحداث جانفي الماضي كان لها بعد اقتصادي واجتماعي بحت ولم تكن هناك مطالب سياسية، حيث اعتبر أن الإصلاحات السياسية هو تنقل ديمقراطي سلمي وتقوية المكتسبات التي تحصلت عليها الجزائر في إطار تكريس الممارسة الديمقراطية. وأضاف سي عفيف، بأن حزب جبهة التحرير الوطني ساهم في إنقاذ الجزائر وتحمل مسؤولياته كاملة، مؤكدا أن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية تضمنت العديد من المقترحات التي قدمها الأفلان أمام هيئة المشاورات والتي هي الآن على شكل قوانين تمت المصادقة عليها في البرلمان، مؤكدا أن رئيس الجمهورية حدد الأولويات عند توليه سدة الحكم وكان أهمها استرجاع أمن الجزائر وعودتها إلى المحافل الدولية وإنعاش الاقتصاد الوطني ومن ثمة الشروع في إصلاحات سياسية معمقة، مضيفا أن الإصلاحات ليست بالشيء الجديد بالنسبة للجزائر، وأعرب عضو المكتب السياسي عن أمله في ألا تعيش دول الجوار على غرار ليبيا، تونس، مصر واليمن نفس الأوضاع التي عاشتها الجزائر. وأبدى سي عفيف استعداد الأفلان لتعزيز التشاور وتعميقه مع الحزب الشيوعي الكوبي ورفع مستوى التعاون، حيث أعرب رئيس الوفد الكوبي عن إعجابه بمسار الإصلاحات التي شهدتها الجزائرفي كافة المستويات، مؤكدا عزم الحزب الشيوعي الكوبي على رفع مستوى التعاون وجعل العلاقات بين الحزبين والبلدين استراتيجية وقوية، مذكرا بالأزمات التي مرت بها كوبا والحصار الذي فرض عليها.