أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الجزائر كانت متوجهة إلى الإصلاحات السياسية قبل اندلاع ما يسمى ب»الربيع العربي«، مذكرا بترقية المشاركة السياسية للمرأة التي كرسها الدستور في تعديل 2008 »قبل سنتين من الربيع العربي«، داعيا إلى التزام الهدوء وعدم التخوف من التيار الإسلامي »لأن النظام السياسي في الجزائر مفتوح أمام الجميع«، حيث أشار إلى أن الجزائر خرجت من محنتها بنفسها وهي ليست في حاجة إلى تلقي الدروس من الخارج. أوضح مدلسي خلال نزوله أمس ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة »ضيف التحرير« أن 2012 سنة مهمة بالنسبة للجزائر من خلال الإصلاحات التي باشرتها وأنها ستكون مكثفة من حيث النشاطات السياسية والقانونية، مشيرا إلى حزمة القوانين التي بادر بها رئيس الجمهورية والتي تمت المصادقة عليها في غرفتي البرلمان، مؤكدا أن الإصلاحات لن تكون فقط على المستوى السياسي بل يقول مدلسي »هذا القرار اتخذ لتحسين القدرة المعيشية للمواطن وتسهيل حصوله على السكن، إضافة إلى تطوير القوانين الذي سيكون من خلال تعديل الدستور«. وأكد مسؤول الدبلوماسية أن الجزائر استرجعت أمنها واستقرارها ومن الطبيعي أن يتعزز هذا الاستقرار باتخاذ إجراءات ونص قوانين تواكب تطلعات المواطن والتحولات التي تشهدها الجزائر مع ضرورة إشراك المواطنين من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع، حيث أشار إلى أن مراجعة الدستور ستكون في السداسي الثاني من 2012 حيث ستتم مراجعة بعض المواد والنصوص وتطويرها لتواكب المراحل المقبلة. وبخصوص الربيع العربي وتأثيره على الجزائر، قال مدلسي بأن الجزائر شرعت في الإصلاحات وكانت متوجهة إليها قبل »الربيع العربي« مذكرا بالمراجعة الجزئية للدستور في 2008 والمادة 31 مكرر المتعلقة بترقية المشاركة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة، مؤكدا أن هذا الإجراء سبق الربيع العربي بأكثر من سنتين، إضافة إلى فتح قطاع السمعي البصري، كما أوضح الوزير بأن الجزائر هي الدولة الأولى عربيا من حيث حرية التعبير والإعلام »وهذا نفتخر به« حيث دعا إلى إجراء تقييم ذاتي من أجل التطور بسرعة. وعن احتمال اكتساح التيار الإسلامي الساحة السياسية مثلما حدث في تونس والمغرب، دعا مدلسي إلى التزام الهدوء، مشيرا إلى أن التيار الإسلامي ليس بالأمر الجديد بالنسبة للجزائريين خاصة وأن النظام السياسي في الجزائر مفتوح أمام الجميع، مذكرا بوجود أحزاب إسلامية في الجزائر وإسلاميين داخل الحكومة، مؤكدا أنه يجب العمل وفق قوانين الجمهورية واحترام الوصول إلى السلطة بعيدا عن العنف، وأضاف مدلسي أن الشعب الجزائري مسلم ولا يمكن استخدام الإسلام لأغراض سياسية، مشيرا إلى أن الحزب السياسي هو برنامج يمثل شريحة من المجتمع ويتكفل بتطلعات المواطنين. وتطرق مدلسي إلى الحديث عن استفتاء السلم والمصالحة الوطنية والذي يضع خطوطا حمراء أمام الذين تسببوا في العشرية السوداء ومنعهم من العودة إلى العمل السياسي، مؤكدا أن الجزائر عانت لوحدها ويلات الإرهاب ولم تتلق الدعم من أي طرف وهي ترفض تلقي الدروس من الخارج ولا من أي جهة.