أكد السفير الصيني بالجزائر ليو يوها خلال استقباله من طرف عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد سي عفيف على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين وجعل الجزائر شريكا استراتيجيا للصين في حوض المتوسط، مبديا اهتمام بكين بمسار الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية، داعيا إلى تبادل الخبرات والتجارب وتنظيم ندوات حول تاريخ الجزائر ودور الأحزاب أثناء الثورة وفي مرحلة البناء والإصلاح. استقبل أمس عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة العلاقات الخارجية والجالية بالأفلان السفير الصيني بالجزائر ليو يوها، حيث تبادل المسؤول أطراف الحديث حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وبين حزب جبهة التحرير الوطني والحزب الشيوعي الصيني، حيث قدم سي عفيف شرحا عن مسار الإصلاحات السياسية منذ التعددية الحزبية في الجزائر، مشيرا إلى أن الأفلان ليس متخوفا من دخول أحزاب جديدة للساحة السياسية، مذكرا بأن الأفلان خاض التجربة منذ الوهلة الأولى وهو قادر على الحفاظ على مكانته الريادية بحكم الوعاء الانتخابي الذي يمتلكه الحزب العتيد والقاعدة النضالية التي لا تزال تؤمن بمبادئ الحزب الثابتة. وأوضح سي عفيف بخصوص توقع حصول التيار الإسلامي على نسب معتبرة في التشريعيات المقبلة مثلما حدث في تونس، مصر والمغرب بأن الأفلان سبق له وأن عايش مد التيار الإسلامي ومنافسه »الفيس« المحل، مشيرا إلى أن التيار الإسلامي ليس لديه نفس الحظ عكس سنوات التسعينيات، مضيفا أمام السفير الصيني بأن النسبة المتوقع تتراوح بين 25 و28 بالمائة وهي النسبة التي تحصل عليها الإسلاميون في 1997، وقال سي عفيف بأن هذا التوقع في النسب يلزمه هو كشخص، وأن الأفلان قادر على خوض المنافسة الشريفة. وبخصوص الإصلاحات السياسية، أكد سي عفيف أن الجزائر ماضية في الاتجاه الصحيح وأن الإصلاحات تم الشروع فيها بدءا من سلسلة المشاورات ومشاريع القوانين التي صادق عليها البرلمان والمتعلقة بالحياة السياسية وتكريس الديمقراطية. وبخصوص العلاقات الثنائية بين الجزائر والصين وحزب جبهة التحرير الوطني والحزب الشيوعي الصيني، أوضح عضو المكتب السياسي أن للبلدين والحزبين تاريخ مشترك وعلاقة صداقة بين الشعبين، مؤكدا أنه بإمكان توسيع هذا التعاون إلى شراكة حقيقية تشمل جميع الميادين والقطاعات. من جهته، شدد السفير الصيني على أن الجزائر تحظى بمكانة خاصة لدى الصين، مبديا اهتمام الطرف الصيني بمسار الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية، حيث استمع لشروحات عضو المكتب السياسي للأفلان بخصوص هذه الإصلاحات خاصة ما تعلق بالأحزاب السياسية والانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدا ضرورة تعزيز هذا التعاون بين البلدين وجعل الجزائر شريكا استراتيجيا ومميزا للصين في حوض المتوسط بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها الإقليمية، مضيفا بأن الشركات الصينية تشرف على مشاريع ضخمة بالجزائر وبإمكانها أن تشمل كافة التخصصات، مبديا رغبة الصين في مشاركة الجزائر الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وفي هذا الصدد اقترح السفير الصيني تنظيم ندوات وملتقيات بالصين ينشطها خبراء وإطارات جزائريين من أجل التعريف أكثر بالثورة الجزائرية ودور الأحزاب في الاستقلال، بناء الجزائر بعد التحرر ومواكبة الإصلاحات، داعيا إلى توأمة عدة مقاطعات صينية بولايات جزائرية.