اعتمدت الجزائر مند عودة المواجهات في شمال مالي على أسلوب عدم التدخل في الشأن الداخلي لدولة جارة، ومن جهة أخرى تقديم المساعدات للنازحين والفارين من الحرب، ولعب الجيش الوطني الشعبي دورا بارزا في هذا الإطار، حيث سخر إمكانياته لنقل حولي 100 طن من المساعدات، ويواصل انتهاج نفس الأسلوب تجسيدا لسياسة التضامن مع دول الجوار. سخر الجيش أسطوله الجوي لنقل ما لا يقل عن 100 طن من المساعدات إلى اللاجئين الماليين، هي عبارة عن مواد غذائية وأدوية وأغطية وخيم، وقالت مجلة الجيش أن »الجيش الجزائري يواصل نقل المساعدات الإنسانية للاجئين الماليين ضمن سياسة التضامن مع دول الجوار التي تنتهجها الجزائر في حالات النزاعات والكوارث، والتي بدأها منذ مارس الماضي حيث نقل حصصا من المساعدات تجاه شمال مالي وموريتانيا وبوركينافاسو والنيجر«. واعتمدت الجزائر منذ عودة المواجهات في منتصف جانفي الفارط بين الجيش النظامي والمتمردين التوارق مدعومين بتنظيمات جهادية متطرفة مرتبطة بالقاعدة، هي أنصار الدين الترقية، والحركة من أجل التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا المنشقة حديثا عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على سياسة دعم الشعب المالي، من دون الانحياز إلى أي طرف من أطراف المواجهة، ورغم الخطورة التي تشكلها المعارك التي كانت تجري في شمال مالي، فتحت الجزائر حدودها أمام النازحين، الفارين من جحيم الحرب، وأقامت مخيمات خاصة للتكفل بهم، وتقديم المؤونة لهم فضلا عن الرعاية الصحية. وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعلن الأربعاء المنصرم أن أزيد من 268 ألف مالي فروا من شمال البلاد منذ اندلاع أعمال العنف سعيا إلى إيجاد ملجأ سواء داخل البلاد أو في البلدان المجاورة، وقالت الممثلية الإقليمية للمكتب الأممي لغرب ووسط إفريقيا أن هناك »أزيد من 161 ألف لاجئ بالنيجر وبوركينافاسو وموريتانيا والجزائر«. ووفقا للبيان الذي استند إلى إحصائيات إلى غاية 15 أفريل الجاري فإن النيجر تستقبل ما يفوق 29 ألف لاجئ واستقبلت بوركينافاسو أزيد من 46 ألف وأما موريتانيا فقد استقبلت أزيد من 56 ألف، ولم تذكر عدد النازحين الذين استقبلتهم الجزائر، موضحا أنه تم تسجيل أولى عمليات اللجوء منذ بدء الهجمات التي شنها المتمردون التوارق ومجموعات مسلحة ضد المواقع العسكرية بشمال مالي، وأشارت من جهة ثانية إلى الصعوبات التي تعيق عمليات التدخل الإنساني في شمال مالي، خاصة بعد سقوط المنطقة بأيدي متمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومجموعات مسلحة تابعة لتنظيمين جهاديين قريبين من القاعدة.