تضاربت آراء المواطنين بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي أسدل عليها الستار الخميس الماضي، بعد أن اكتسح فيها حزب جبهة التحرير الوطني الأغلبية بتحصله على 220 مقعد في البرلمان المقبل، منهم من تنبأ بالفوز، مشيدا بالحزب العتيد رافضا الخوض في إشكالية التزوير والتشكيك في نزاهة الانتخابات، فيما أكد آخرون أن التغيير المنشود سيتم في الجزائر لكن تحت عباءة الأفلان »أحب من أحب وكره من كره«. المواطن الجزائري الذي بدا منهكا بعد حملة انتخابية تابع فيها آخر التطورات بين الأحزاب السياسية القديمة منها والجديدة، بالإضافة إلى خطاب الرئيس بوتفليقة يوم 8 ماي بسطيف. كان كفيلا ليعيد الأمل لهم في مستقبل الجزائر، التي تشهد ربيعها في مسار انتخابي تتقاطع الرؤى حول مفصليته في التغيير الذي تطمح إليه، والذي أصبح لا بد منه بالنظر إلى المتغيرات الإقليمية والعربية. كثيرون وهم يعبرون شارع الأمير عبد القادر عبّروا ل»صوت الأحرار« عن فرحتهم بفوز الحزب العتيد وتحصله على الأغلبية »لقد كان فوزا مستحقا ومنتظرا، أنا انتخبت على جبهة التحرير ضمانا لمستقبل أولادي، فلست هنا للدفاع عن أمنهم مدى الحياة«، في إشارة منه إلى الخبرة السياسية التي يمتلكها الحزب. هذا الفوز الذي فسره آخر بالأمر غير العادي بالنظر إلى المتغيرات التي طرأت على الجزائر طوال عقدين من الزمن، فهل يعني فوز الأفلان أنه لا شيء تغير في الجزائر بدءا بالذهنيات. فكيف ببلد أكثر من نصفه شباب يحكمه وزراء من الرعيل الأول« يضيف شاب كان يسترق السمع عندما عرف أننا من الصحافة، هذا الشاب الذي قاطع الانتخابات يوم الخميس قال »أعلم أن صوتي لن يغير، لكني رغم هذا مطمئن لفوز جبهة التحرير، على الأقل لن يحدث لنا مثلما حث لبلدان مجاورة، سنظل بلد المليون ونصف مليون شهيد فقط دون زيادة أخرى، نحن صنعنا ربيعنا في 1988 وليس الآن«، في إشارة منه إلى الثورات العربية التي عرفتنها دول الجوار على غرار تونس، قبل أن يضيف »أظن أن البوعزيزي لو ناضل من أجل حرية شعبه داخل حزب يقتنع بمبادئه، لحقق شيئا مما يطمح إليه اليوم، الحرية تؤخذ بالقوة نحن نختار من يحكمنا بالعقل والسياسية وليس بالانتحار«. من جهتها قالت السيدة »ك.س« لصوت الأحرار »الكل كان يعرف النتائج، كل سنة يسحق الحزب العتيد الأغلبية وحتى ترتيب الأحزاب الفائزة لا جديد فيه، هل يعني هذا أنه كان هناك تزوير بالضرورة؟ لا أظن؟ المواطن الجزائر تشكل وعيه السياسي بما يكفي، رغم قناعتي بأنه يجب التغيير، فرحت بفوز الأفلان، على الأقل سنحيا بأمان في وطننا«، لتضيف »و.ج« وهي تتابع حديثنا: »لو لاحظنا يوم 10 ماي، لعرفنا النتيجة من المتوجهين لصناديق الاقتراع كلهم من جيل الثورة، وبالتالي الكل صوت لصالح حزب جبهة التحرير الوطني، بعدما رأينا النموذج الإسلامي ما فعله بالجزائر، اليوم يستمد الحزب العتيد قوته من قاعدته الشعبية المكرسة على امتداد أكثر من نصف قرن من الزمن، أنا انتخبت حزبا آخر غير الأفلان لكني فرحت بفوزه، في نظري على الحزب أن يعمل بمبدأ التجديد فقط«.