أشرف أمس وزير التربية أبو بكر بن بوزيد من معسكر التي خصها بزيارة عمل رسمية، على فتح أظرفة أسئلة مادة الرياضيات، التي تخُص اليوم الثاني من امتحانات شهادة البكالوريا،التي ستتواصل لغاية يوم الخميس المقبل، وكشف عن عزم وزارة التربية الوطنية عن إجراء مسابقات وطنية شهر جويلية القادم، لتوظيف 15 ألف أستاذ وموظف بالقطاع، كما أعلن عن فتح أول ثانوية متخصصة في الرياضيات بالجزائر في السنة المقبلة. زار وتفقد حتى الآن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد عددا من الولايات، أولاها البويرة التي أعطى أول أمس إشارة انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا منها، وثانيها ولاية تبسة، فولاية معسكر التي خصّها هي الأخرى أمس بزيارة عمل رسمية، وتفقد بها عددا من المؤسسات والهياكل التربوية. وقد كشف منها عن إجراء مسابقات وطنية لتوظيف 15 ألف موظف عبر الوطن، بين أستاذ وإداري وغيرهما من عمال القطاع الآخرين، وقال: »إن الدولة منحت لوزارته كافة التسهيلات، لتوظيف العدد اللازم من الأساتذة والموظفين، لتُضاف إلى مجموع ال 45 ألف منصب مالي، التي وفرتها السنة الماضية للقطاع، وقد تمّ توظيفها على أساس المسابقات بشكل كامل«. ووفق ما هو معلوم فإن هذا العدد المعتبر المُدمج تلقائيا ومن دون مسابقات قد أزاح كابوسا كان يؤرّقُ وزير التربية الوطنية ومساعديه المقرّبين لمدة طويلة، عبر الضغوطات الكبيرة التي كان يُمارسها المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، الذي ترأسهُ الأستاذة مريم معروف، المنضوي تحت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية )سناباب(، وبقدر ما تنفّست وانشرحت صدور المسؤولين في وزارة التربية الوطنية لتوظيف كل هذا العدد دفعة واحدة، بقدر ما كانت سعادة الأساتذة المتعاقدين كبيرة بتحقيق مطلب الإدماج الذي كانوا يطالبون به، وقد تم توظيفهم جميعا، وحتى الذي اشتغل لمدة يومين قبل صدور المرسوم الرئاسي تم دمجهُ رسميا بالمنصب الذي هو فيه، ولم يُستثن من ذلك سوى الأشخاص الذين شهاداتهم العلمية لا تتناسب مع التعليم. واليوم هاهي وزارة التربية وفق ما صرح به الوزير بن بوزيد تستفيد من جديد بالعدد المذكور من المناصب المالية، وهو أمر منطقي بالنظر إلى الاحتياجات المتواصلة والمتجددة، التي تتماشى وطبيعة القطاع، لاسيما إذا وضعنا بعين الاعتبار الاضطراد المتزايد في التوسع الكبير الذي يشهده القطاع، عن طرق النمو الديموغرافي المتزايد، وعن طريق رغبة الوزارة ومسؤوليها في التخفيف من حالة الاكتظاظ الكبير الذي تعيشه الكثير من الهياكل التربوية، والأمر طبيعي جدا هنا حين تُطالب الوزارة بالمزيد من المناصب المالية وبأعداد كبيرة، إذ من غير المعقول ولا المقبول حسب المختصين أن تستمر حالة الاكتظاظ الحالية على ما هي عليه، ويستحيل أن تُحقق وزارة التربية الوطنية النتائج المرجوة للإصلاح في ظل تواصل هذه الحالة على ما هي عليه الآن. وعبّر الوزير عن رفضه للاتهامات التي تستهدفُ التقليل من أهمية النتائج المحققة في قطاع التربية، مؤكدا أن نتائج البكالوريا كامتحان شفاف، وذو مصداقية داخلية وخارجية وفق ما قال تؤكد تحسن المستوى الدراسي، رغم بعض النقائص، التي يتم العمل على تجاوزها. وأوضح أن من يطلع على مسار إعداد أسئلة الإمتحانات، وعلى طرق التصحيح، وإعداد النتائج، لا يمكنه أبدا أن يشكك في النتائج المحققة خلال السنوات الماضية، و التي وصلت وفق ما أضاف إلى 63 بالمائة، مقارنة بنسبة نجاح سنة 1999 ، التي لم تتجاوز 18 بالمائة. وفي ذات السياق قال: إن امتحان البكالوريا في الجزائر أصبح قضية دولة، ولذلك توضع تحت تصرف الوزارة خلاله كل الإحتياجات، وتساهم فيه كل الأطراف من قوات الأمن، و الجيش الوطني الشعبي، الذي يتولى نقل أوراق الإمتحان، فضلا عن مختلف الهيئات الإدارية والصحية، مع تسخير 130 ألف أستاذ طيلة فترة الإمتحان. وخارج إطار الامتحانات كشف بن بوزيد عن فتح ثانوية متخصصة في العاصمة في الرياضيات في السنة المقبلة، وستنطلق ب 300 مقعد بيداغوجي، تخصص منها 150 مقعد للإناث، وعلى أن يُعمّم هذا النوع من المؤسسات لاحقا وفق ما أضاف الوزير