أفادت وزارة الطوارئ الروسية أن عدد قتلى الانفجارين الانتحاريين بمحطتي مترو "لوبيانكا" و"بارك كولتوري" وسط العاصمة الروسية موسكو على مقربة من الساحة الحمراء وقصر الكرملين ومجلس الدوما ارتفع الى 38 شخصا اضافة الى اكثر من 60 جريحا . وقد أكد مدير دائرة الأمن الفدرالية الروسية الكسندر بورتنيكوف احتمال ضلوع المنظمات الإرهابية التي تمارس نشاطها في شمال القوقاز في العملية. وكان مصدر امني قد أعلن بعد وقوع الانفجار الأول أن الحادث وقع تمام الساعة 7:57 صباحا في محطة "لوبيانكا" وأصاب المقطورة الثالثة من القطار الذي كان يقل عددا كبيرا من المواطنين الذين توجهوا الى عملهم مع ساعات الصباح الباكر، ووقع الانفجار لحظة وصول القطار الى موقف المحطة وتسبب بمقتل 24 على الأقل منهم 13 قضوا داخل عربة القطار و 11 ممن كانوا ينتظرون وصوله على رصيف المحطة. ووقع الانفجار الثاني الساعة 8:36 في محطة "بارك كولتوري" وأسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل. وقالت مصادر طبية روسية أن غالبية الجرحى من جراء الانفجارين في حالة حرجة. التحقيقات الأولية وقال مسؤول أمني روسي ان انتحاريتين نفذتا الاعتدائين الانتحاريين وأضاف أن العمل جار على تحديد هويتيهما (التحقيقات تفيد أن وجهي الارهابيتين واضحان الى حد ما) ،وأضاف ان احداهما تبلغ من العمر 18-20 عاما وسحنتها قوقازية وشعرها أسود. وأشار المصدر الى أن التحقيق الأولي أظهر أن الانفجار الذي دمر العربة في محطة (بارك كولتوري) نتج عن عبوة ناسفة قوتها تتراوح من 500 إلى 2000 غرام من مادة التروتيل انفجرت على ارتفاع 100 120 سم وكانت مثبتة على جسم امرأة، على الأرجح، كما يشير إلى ذلك ما يمكن ان يكون أشلاء مَن نفذ العملية التفجيرية الإرهابية. وفي وقت لاحق عثرت الشرطة في عربة القطار على حزام ناسف آخر لم ينفجر . بينما بلغت قوة العبوة الناسفة في محطة (لوبيانكا) 4000 غرام. هذا وقد نشرت الشرطة الروسية صورا لامرأتين أخريتين أظهرت تسجيلات الكاميرات في المحطتين ضلوعهما في تقديم مساعدة للانتحاريتين. من جانبه اعلن مدير دائرة الأمن الفدرالية الروسية الكسندر بورتنيكوف اثناء لقائه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عن احتمال ضلوع المنظمات الإرهابية التي تمارس نشاطها المسلح في شمال القوقاز في العملية. بدوره قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه لا يوجد لديه أدنى شك في معاقبة الذين ارتكبوا العمليتين الإرهابيتين في موسكو. وقال بوتين الذي كان اثناء الحادث موجودا في مدينة كراسنويارسك الروسية " لقد اقدم المجرمون اليوم في موسكو كما هو معروف على ارتكاب جريمة ضد الأبرياء،جريمة مريعة بمحصلتها، ودنيئة بطريقة تنفيذها. ولقي عشرات المواطنين مصرعهم في المترو ". وأعلن رئيس الوزراء: "أنا واثق من أن هيئات حفظ النظام ستفعل كل شيء من أجل العثور على المجرمين ومعاقبتهم، وأن الإرهابيين سيتعرضون للابادة". وقد اتخذت السلطات الأمنية الروسية عقب الانفجارين عدة اجراءات اضافية وفرضت حراسة مشددة على محطات القطارات والمطارات في موسكو وبقية المدن الكبيرة في البلاد. اعمال انتقامية وتعليقا على الحادث ربط رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي فلاديمير فاسيليف التفجيرين بعمليات مكافحة الارهاب التي تجري في شمال القوقاز ولكنه اكد ان الوقت مازال مبكرا للحديث عن انشاء لجنة حكومية خاصة لتحري ملابسات الحادث. وقال فاسيليف " لا يوجد لدينا أدنى شك عن الجهة التي تقف وراء العملية، لأن عملية لمكافحة الارهاب في شمال القوقاز انتهت منذ مدة وجيزة". رسالة للسلطات الروسية واكد المحلل السياسي الكسندر بيكايف في حديث ل"روسيا اليوم" ان اختيار مكان تنفيذ العمليتين الارهابيتين لم يكن بمحض الصدفة، حيث ان الانفجار الاول وقع بالقرب من مقر هيئة الامن الفدرالية بينما وقع الثاني في محطة المترو القريبة من مكاتب عدد من الوكالات والقنوات التلفزيونية وكل ذلك يدل على ان الانفجارين عبارة عن رسالة موجهة الى السلطات الروسية. واكد المحلل السياسي انه رغم انتهاء الحرب في الشيشان فان الوضع في شمال القوقاز لم يستقر حتى الآن. وأضاف ان الارهاب ظاهرة خطيرة حيث نجد أن الاجراءات الامنية كثيرا ما تكون عاجزة وغير قادرة على التصدي لها. واشار المحلل ايضا الى ان زمن تنفيذ العمليتين هو الاخر كان مدروسا لان المترو يكون في هذه الساعات مكتظا بالناس المتوجهين الى اماكن عملهم ودراستهم.