قال السفير الإيراني في الجزائر حسين عابدي أنه من المتوقع أن تبحث إيرانوالجزائر تشكيل مجموعة للدول المنتجة للغاز على نمط أوبك أثناء زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لطهران منذ يوم أمس ومن المقرر أن تنتهي غدا، وبخصوص جدول أعمال الزيارة، كشف الدبلوماسي الإيراني أن الزعيمان سيبحثان أيضا توسيع التعاون الاقتصادي. ليلى.س أوضح السفير الإيراني في الجزائر أن طهران تريد تحويل منتدى الدول المصدرة للغاز إلى منظمة ذات طابع رسمي بدرجة أكبر على نمط منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط والتي تضم 13 دولة ويمكنها اتخاذ قرارات تؤثر على أسعار النفط العالمية، وقال السفير في تصريح لصحيفة "إيران" الحكومية بمناسبة زيارة الرئيس بوتفليقة لطهران أن الرئيس نجاد سيطرح هذه الفكرة خلال محادثاته مع نظيره بوتفليقة الذي سيكون مرفوق خلال الزيارة التي تدوم ثلاث أيام بوفد يضم خمسة وزراء من ضمنهم وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط شكيب خليل، غير أن بعض المصادر الإعلامية أكدت أنه لم يتضح ما إذا كان خليل سيرافق الرئيس بوتفليقة في الزيارة . وسبق وأن أعرب بوتفليقة عن دعمه للفكرة أنشاء أوبك للغاز في مقابلة صحفية أجراها قبل حوالي سنة مع صحيفة "الباييس" الإسبانية، في وقت حذرت الولاياتالمتحدة وأوروبا من إنشاء مثل هذا التجمع وقالتا أنه يمكن أن يشكل خطرا على أمن الطاقة العالمي ويتيح مجالا للتلاعب في السعار. وأكد حسين عابدي أن جدول المحور الرئيسي في جدول أعمالها سيكون توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين المصنفين ضمن قائمة الدول المنتجة للطاقة، ويتزامن طرح ملف التعاون الإقتصادي بين البلدين في وقت يتم فيه حاليا بذل جهود من قبل البلدين بهدف إعطاء حركية جديدة للتعاون الثنائي، خاصة وأن المبادلات التجارية بين البلدين ما تزال متواضعة وتراوح مكانها. وتمت الإشارة إلى أن "الزيارتين اللتين قام بهما في سبتمبر2006 كل من وزير الصناعة آنذاك محمود خذري ووزير الطاقة و المناجم شكيب خليل في نوفمبر 2006 "تستجيبان لهذا المسعى، كما أن بعث التعاون الجزائريالإيراني على أسس جديدة قد شكل محور محادثات بين الجانبين خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى الجزائر والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق حول مصالح الطيران و برنامج تنفيذي في مجالات السكن والعمران. وطبقا لتوصيات رئيسي البلدين تم عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة يومي 13 و 14 جويلية المنصرم في الجزائر، وقد تميزت أشغال هذه الدورة بإرادة الجانبين في إعطاء زخم أكبر للتعاون الثنائي و تحديد محاور تعاون جديد، كما توجت أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة الجزائريةالإيرانية بالتوقيع على اتفاق تعاون في مجال الصيد البحري والموارد الصيدية، ومن جهة أخرى وقعت شركات جزائرية و إيرانية على مذكرتي تفاهم تتمحور حول إنشاء مصنع للإسمنت بالجزائر باستثمار تقدر قيمته ب 220 مليون أورو وكذا إنتاج وتسويق عربات القطار بين الشركة الجزائرية "فيروفيال" والشركة الإيرانية "فاغون بارس". وهكذا شرعت المؤسسات الإيرانية التي تولي اهتماما كبيرا للسوق الجزائرية في التموقع في الجزائر مغتنمة فرص الاتصالات العديدة التي أقامتها مع المتعاملين الجزائريين خلال زيارة وفد رجال أعمال إيرانيين في فيفري 2007 إلى الجزائر و خلال منتدى رجال الأعمال الجزائري-الإيراني الذي عقد في أوت 2007 بالجزائر على هامش زيارة الدولة التي قادت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الجزائر، وفي ذات الإطار يندرج فتح ممثلية تجارية لشركة صناعة السيارات إيران-خودرو بالجزائر و إنشاء مصنع لتركيب السيارات قريبا، كما أبرمت شركات إيرانية صفقة للتزويد بخزانات لتخزين المحروقات و إنجاز 220 مسكنا بولاية تيبازة وإنجاز برجين سكنيين من 80 مسكنا بالعاشور بالشراكة مع مقاول جزائري خاص. وما فتئت السلطات الإيرانية تبدي اهتماما خاصا لفتح فرع للبنك الإيراني لتطوير الصادرات. و في انتظار ذلك اقترحت استحداث إجراء لتسهيل منح القروض لترقية التعاون الثنائي بشكل أكبر، وفي هذا السياق أعرب الطرف الإيراني عن استعداده لمنح مبلغ 1 مليار دولار في إطار هذا الإجراء.