نقلت الصحف العربية والدولية في بحر هذا الأسبوع خبرا مثيرا ، لكنه لم يحظ بالتركيز اللائق من قبل الصحافة التي تعتمد نظرية " الصحافة الكلبية " التي تركز فقط على الإثارة الجنسية والإغتيالات والسرقات والحروب والمجاعات والفياضات وما شابه.وهو ما أطلق عليه الصحفي عبد الله قطاف تسمية " صحافة ذبح ونبح ونكح ". الخبر يقول أن رئيس كوريا الجنوبية " لي ميونج باك " أعلن عن خطة للتبرع بكل ثروته الشخصية البالغة نحو 29 مليون دولار للفقراء والمحتاجين في بلاده. وقبل هذا ، سبق للرئيس الكوري جنوبي أن تبرع بمرتبه وامتيازاته الرئاسية لأبناء عمال نظافة الشوارع وغيرهم من المحرومين. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وقبل نحو ثلاثة أشهر، أعلن أغني رجل في العالم، وهو بيل غايتس زعيم شركة مايكروسوفت الأمريكية لصناعة أجهزة الكومبيوتر، الإستقالة من إدارة الشركة، والتفرغ للعمل الخيري. وأكثر من هذا أن الرجل أعلن بوضوح أنه يتبرع بنصف ثروته أي ما يعادل نحو 50 مليار دولار للجمعيات الخيرية. ومعروف في أمريكا أن معظم مراكز البحوث والجمعيات وحتى المدارس والجامعات تمول أيضا من طرف " فاعلي الخير " والمتبرعين من الأغنياء. ويجب أن نشير أن كبريات الجامعات في أمريكا تتلقى الدعم المادي أيضا من طلبتها المتخرجين الذين نجحوا في الحياة وأصبحوا أثرياء، فجامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة تتلقى دعم أحد طلبتها وهو " فيل نايت " زعيم شركة " نايك " NIKE المتخصصة في الألبسة الرياضية. وكذلك فعل بيل غايتس الذي تخرج من جامعة هارفارد التي منحت أمريكا نحو 12 رئيس دولة. كما أن أشهر جائزة مخصصة للصحافة في العالم، وهي جائزة بوليتزر ، إنما تتم بفعل الوصية التي أوصى بها الرجل، وهي تخصيص ثروته للجائزة بهدف تطوير العمل الإعلامي في أمريكا والعالم. البلدان العربية والإسلامية ونحن في الجزائر حيث ديننا يدعو إلى فعل الخيرات وإعانة المحتاجين وإيتاء الزكاة تشهد فعلا تبرعات هامة في رحاب المجتمع للصالح العام كالتنازل عن الأٍراضي لبناء المساجد أو تخصيصها للمقابر أو التبرع بها كوقف. لكن حتى الوقف وأراضي " البايلك " تم الزحف عليهما. إن الأثرياء يمكنهم مساهمة فعالة في التنمية البشرية، ويمكنهم بكل تأكيد فعل أشياء كثيرة من أجل تحقيق أهداف الألفية التي أعلنتها الأممالمتحدة. فهل من بيل غايتس جزائري، هل من فيل نايت ؟ وهل من رئيس كوري جنوبي الذي وعد بما فعل خلال حملته الإنتخابية. لقد وعد فأوفى.