أعلن الجيش الباكستاني قتل 40 مسلحا ينتمون لحركة تنفيذ الشريعة المحمدية الموالية لحركة طالبان باكستان في عملية مستمرة منذ الليلة الماضية في وادي سوات شمالي غربي البلاد استخدم فيها المقاتلات والمروحيات الهجومية لقصف مواقع المقاتلين. وقال متحدث باسم الجيش إن القصف الجوي لمواقع المسلحين في ال24 ساعة الماضية دمر العديد من مخابئهم ومخازن السلاح والذخيرة، مشيرا إلى أن قوات الجيش تمكنت من القضاء على "نواة المقاتلين" في منطقة ماتا، وأوضح المتحدث باسم الجيش في المنطقة ناصر علي أن لدى قواته تعليمات واضحة من الحكومة الإقليمية وقيادة الجيش بالاستمرار في العملية إلى حين طرد المسلحين وإرساء سيطرة الحكومة على المنطقة التابعة للإقليم الحدودي الشمالي الغربي (سرحد) وعاصمته بيشاور. وفي السياق أشار مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن العملية تمت بناء على معلومات استخباراتية أفادت بأن زعيم حركة تنفيذ الشريعة الملا فضل الله كان مختبئا بالمنطقة، ولم يستطع المصدر أن يؤكد ما إذا كان فضل ضمن الذين قتلوا في العملية أم لا. وقد كثف الجيش الباكستاني في الأسابيع الأخيرة هجماته على مواقع المسلحين في شمال غرب البلاد وفي المناطق المحاذية للحدود مع أفغانستان، ما دفع حركة طالبان باكستان للتهديد بتنفيذ سلسة من التفجيرات الانتحارية إذا لم تتوقف الحملة العسكرية على مناطقهم. وبالفعل شن المسلحون في الأيام الأخيرة ثلاث هجمات دامية بينها هجوم خلف 67 قتيلا. وشرد القتال في وداي سوات نحو 250 ألف شخص معظمهم يقيمون مع أصدقاء وأقارب، في حين يقيم نحو مائة ألف في مخيمات بعضها في مدارس أو مناطق مفتوحة دون رعاية صحية تذكر مما يثير المخاوف من انتشار الأمراض كما يتزايد القلق من أن الحكومة قد تواجه قريبا أزمة إنسانية. وكانت السلطات توصلت إلى اتفاق سلام مع المسلحين في وادي سوات في ماي الماضي إلا أن الاتفاق انهار وتصاعد العنف، وتتعرض باكستان لضغوط من واشنطن منذ أشهر للسيطرة على المسلحين بالمناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان. وقد بدأ الجيش بالفعل منذ ثلاثة أسابيع هجوما واسعا على مقاتلي طالبان بتلك المناطق، وتسببت هذه العملية في منطقة باجور ووادي سوات حتى الآن في مقتل أكثر من خمسمائة مسلح، طبقا للجيش الباكستاني، لكن لم يتم التأكد من حصيلة الضحايا هذه من مصدر مستقل، ودفع التدهور الأمني وتصاعد العلميات العسكرية شمال غرب باكستان الحكومة إلى نقل مرشح حزب الشعب الحاكم لرئاسة الجمهورية آصف علي زرداري إلى مجمع حكومي يخضع لحراسة أمنية مشددة مخافة اغتياله، خاصة أن حزبه تعهد لواشنطن بالتزامه بمكافحة ما يسمى الإرهاب. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن زعيم حزب الشعب بالوكالة وأرمل الراحلة بينظير بوتو -المتوقع على نطاق واسع فوزه في انتخابات الرئاسة المقررة في السادس من سبتمبر القادم- نقل إلى مجمع حكومي في إسلام آباد لأسباب أمنية، دون أن يدلي بتفاصيل أخرى، لكن مسؤولين في الاستخبارات أشاروا إلى وجود تقارير عن احتمال استهداف زرداري في هجوم، مما دفع المسؤولين إلى تغيير محل إقامته بعد استقالة الرئيس برويز مشرف يوم 18 أوت الحالي. تجدر الإشارة إلى أن بينظير بوتو زوجة زرداري اغتيلت يوم 27 ديسمبر الماضي بعد مهرجان انتخابي في مدينة راولبندي، واتهمت السلطات حينها حركة طالبان باكستان بالمسؤولية عن الهجوم. ويخوض زرداري الانتخابات إلى جانب مرشحين آخرين هما القاضي المتقاعد سعيد الزمان صديقي مرشح حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف الذي انسحب من الائتلاف الحاكم قبل أيام، والوزير السابق مشاهد حسين مرشحا عن حزب الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم الموالي لمشرف. الوكالات/ رويتر