أكد أمس نوار العربي، المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست)، أن نسبة استجابة الأساتذة للإضراب الوطني، الذي شرع فيه أمس الأحد، ويتواصل لنهار اليوم مرتفعة، أغلبها ساوى أو قارب أو فاق ال 90 بالمائة، ويبقى الاستثناء حسب نوار العربي لولاية سيدي بلعباس، التي لم تتجاوز نسبتها صباح أمس 35 بالمائة، وهي مثلما قال أضعف نسبة في هذا الإضراب. يتواصل لليوم الثاني على التوالي الإضراب الوطني الذي شنه أساتذة التعليم الثانوي والتقني يوم أمس ، وهو أول إضراب وطني تنظمه بشكل انفرادي نقابة مستقلة، هي نقابة "كناباست"، مع بداية الدخول الاجتماعي الجديد، قبل الانتقال إلى الإضراب الجماعي، المقرر لأيام: 9 ،10 و 11 نوفمبر المقبل، الذي ستشارك فيه تسع نقابات مستقلة، من قطاعي التربية الوطنية والصحة العمومية. الأستاذ نوار العربي في اتصال أولي به ظهر أمس، أوضح ل "صوت الأحرار" أن النسب المؤقتة لاستجابة الأساتذة للإضراب الجاري، هي نسب مرضية ومرتفعة، وتؤكد الإقبال الواسع على هذا الإضراب. وحسب ما جاء على لسانه، فإن الإضراب بولاية تيزي وزو بلغت نسبته 93 بالمائة، فيما بلغت بولاية تيبازة 21 ثانوية من 23 ، وبولاية الشلف 30 ثانوية من 42، أما بالبويرة فبلغت 90 بالمائة، وباتنة 99.99 بالمائة. وحتى إن لم تتوفر لدى نوار العربي زوال أمس نتائج كل الولايات، إلا أنه أوضح أن الإضراب يسير على أحسن ما يرام، وينتظر حسبه أن تسجل نسب عالية في كل الولايات، لكنه مع هذا وعلى غير ما اعتدنا عليه مع القيادات النقابية الأخرى أوضح ل "صوت الأحرار" أن الإقبال على الإضراب في ولاية سيدي بلعباس هو حتى ظهر أمس دون المستوى، وأن نسبة الاستجابة في هذه الولاية تقدر ب 35 بالمائة. ونشير إلى أن "صوت الأحرار" حاولت الاتصال بممثلين عن الوزارة ، ولم تفلح في الحصول على إجابات، أو تعقيبات على هذه النتائج الأولية للإضراب، لكن ، ومثلما جرت العادة، فإن لوزارة التربية نسب وأرقام وحسابات أخرى، سوف تكشف عنها لاحقا، للتشكيك في ما يقوم به المضربون، وفي شعبية وشرعية المطالب المرفوعة. وبعيدا عن تصريحات وزارة التربية الوطنية وأرقامها ونسبها المتدنية جدا، وكذا عن تصريحات "كناباست" وأرقامها ونسبها المبالغ فيها أحيانا، فإن ما أكدته مجموعة كبيرة من الأساتذة المحترمين ببعض ثانويات العاصمة وولايات أخرى أن هذا الإضراب تستجيب له الأغلبية القصوى من الأساتذة، وتدخل فيه دون نقاش، لأن كل الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس، إذ لا يعقل أن يظل الأستاذ يعمل ويواظب ليل نهار على عمله وهو بحاجة ماسة إلى إشباع بطنه، وإشباع بطون أفراد عائلته، وبحاجة ماسة أيضا إلى قميص أو حذاء أو مئزر يحفظ هيبته واحترامه كابن آدم وكأستاذ. الأستاذ مثلما أوضح هؤلاء أصبح اليوم يعيش في ذيل الترتيب الاجتماعي، وأجره الشهري لا يكفي حتى لتغطية الشهر،الذي هو عامل مداوم فيه على امتداد كامل أيامه، وعلى السلطات العمومية بدءا برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ، وانتهاء بوزير التربية الوطنية، أن يتفطنوا إلى الوضعية المأساوية التي يعيشها الأستاذ، مهنيا واجتماعيا، وأن لهذه الوضعية المزرية في كل الأحوال انعكاس مباشر واضح وصريح على المردودية والعطاء البيداغوجي الذي يقدمه الأستاذ، وهذا بدوره له انعكاس واضح وصريح على المنظومة التربوية برمتها، ومن تم على مستوى ودرجة التعليم والتكوين المنشود بالجزائر، فالأمر مثلما قال بعضهم ليس بالهين، بل ويتعلق بإنتاج الإنسان الجزائري الفعال والمنتج والمتكامل من جميع الجوانب، ولا يتوقف عند حدود الأجر الشهري لعامل ما، فالأستاذ ليس كأي عامل آخر، لأنه يتعامل مع البشر، ويسعى لبعث الإنسانية الحقة والمواطنة الصالحة فيه، العامرة بالكفاءة العلمية والاقتدار. وينتظر بعد انتهاء هذا الإضراب أن يشرع أساتذة الثانويات في عقد الجمعيات العامة التي كانت دعت إليها نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست)، على مستوى المؤسسات التربوية، تحضيرا للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، المنتظر أن يقرر فيها أحد الخيارات الثلاث، التي أقرتها الجمعيات العامة المذكورة، وهذه الخيارات مثلما صرح بها من قبل هي: الإضراب المفتوح، الإضراب لمدة أسبوع متجدد، أو الإضراب الدوري.