نظم المجلس الأعلى للغة العربية أول أمس بفندق الأوراسي ضمن منبره القار"فرسان البيان" مائدة مستديرة حول " لغة الإبداع والإبداع في اللغة" شارك فيها الروائيان مرزاق بقطاش ورشيد بوجدرة والدكتور أحمد منور ونشطها الشاعر عمر أزراج. أوضح الدكتور محمد العربي ولد خليفة في كلمته أن الهدف من ندوة" لغة الإبداع والإبداع في اللغة " التي نظمها المجلس هو إبراز أهمية الرواية بوجه خاص في تطوير وإثراء اللغة العربية وتحبيبها للجمهور الذي يجد فيها المتعة والتثقيف , وأضاف ولد خليفة أن لغة القصة والرواية تقوم بوظيفة هامة في إشاعة لغة وسطى حديثة معتبرا أن أفضل دفاع عن اللغة العربية هو وصولها إلى الدفاع عن نفسها بنفسها , بحيث لاتحضى اللغة بمكانة في موطنها الأصلي وعلى الصعيد الدولي إلا إذا وجد فيها أهلها والأمم الأخرى مضامين إبداعية وجمالية ترقى بها إلى العالمية . تمحورت مداخلة الروائي رشيد بوجدرة حول " تداخل المجتمع واللغة في الرواية " حيث أشار إلى أهمية امتلاك الكاتب للغة تميزه عن غيره من المبدعين دون أن يتخلى عن توظيف اللغة الشعبية التي لها دورها الإيجابي في نجاح العمل الروائي ,وتحدث بوجدرة عن تجربته مع الكتابة باللغتين العربية والفرنسية , فأشار إلى أن الرقابة السياسية هي التي دفعته للكتابة باللغة الفرنسية عام 1965 بالإضافة إلى ضآلة المقروئية باللغة العربية ,وتناول الروائي مرزاق بقطاش في مداخلته مختلف العراقيل التي يواجهها المترجم أثناء ترجمة النص الروائي وأكد بقطاش أنه يجد صعوبة كروائي في إيجاد اللغة الروائية المناسبة لعصره " يستحيل علي أن أكتب مثل الجاحظ أو التوحيدي.." معتبرا أن التراث العربي لم يكن السبيل الوحيد في تشكيل لغته الإبداعية, وأشار المتحدث إلى افتقار معظم التجارب الإبداعية الجديدة إلى فن السرد الراقي "نحن لم نعقد الصلة بيننا وبين أبوليوس مما جعلنا نبتعد عن فن السرد الراقي" . وشدد الدكتور أحمد منور في مداخلته على ضرورة التفريق بين اللغة اليومية المشتركة مابين كل الناس والتي تمكننا من إيصال الأفكار بأسلوب بسيط وبين لغة الإبداع التي تكون غير مباشرة وذات إيحاءات ومجازات وغامضة في بعض الأحيان.