لم يستبعد أمس وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل احتمال إجراء خفض جديد لإنتاج الدول المصدرة للنفط، في حالة بقاء سعر النفط دون 70 دولار، كما أعلن عن اجتماع وشيك لوزراء الطاقة العرب الأعضاء في أوبك يعقد في 29 نوفمبر الجاري بالقاهرة على هامش اجتماع منظمة الدول العربية المصدرة للنفط سيخصص لبحث وضعية السوق، ومدى التزام أعضاء المنظمة بتنفيذ تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في أكتوبر. قال وزير الطاقة والمناجم أنه في حال أسفر اجتماع أوبك المقبل عن التأكد من التزام كل الدول الأعضاء بقرار خفض إنتاجها المتفق عليه في اجتماع المنظمة المنعقد في 24 أكتوبر الماضي واستمرت الأسعار عند مستوياتها الحالية، "فإنه من المرجح جدا أن تتخذ منظمة أوبك قرارا ثانيا بخفض إنتاجها"، سعيا منها في رفع مستوى الأسعار من 59 دولار تشهدها حاليا في السوق الدولية إلى 70 دولار تأمل "أوبك" في بلوغها وربط وزير الطاقة هذه الإمكانية بضرورة وجود تنسيق بين الأعضاء ال 12 المشكلة للمنظمة، وخلال ندوة نشطها ب"فوروم المجاهد"، قال خليل أن اجتماع المنظمة الاستثنائي المقرر عقده في الجزائر في 17 ديسمبر المقبل سيكون حاسما فيما يتعلق بخفض الإنتاج من عدمه خلال السداسي الأول من السنة القادمة ولكن بعد دراسة وضعية السوق، على ضوء الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية" وتأكد من تنفيذ جميع الدول الأعضاء لألتزماتها، وتوقع الوزير في سياق تقيمه لوضعية السوق النفطية وما توجهه من حالة عدم استقرار، أن يسفر اجتماع وهران عن توافق في الآراء بين أعضاء منظمة أوبك. وفي وقت تراجعت أسعار النفط إلى 59 دولار للبرميل مطلع الشهر الحالي، كشف وزير الطاقة عن اجتماع مرتقب لوزراء الطاقة للدول العربية الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط سيعقد في 29 نوفمبر الجاري على هامش اجتماع منظمة الدول العربية المصدرة للنفط في القاهرة، وأوضح خليل أن الاجتماع الذي ستشارك فيه كل من الجزائر والكويت وليبيا وقطر والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق سيخصص لبحث وضعية السوق النفطية الدولية. وبخصوص مشروع إنشاء أوبك للغاز على غرار تكتل الدول المصدرة للنفط أكد وزير الطاقة والمناجم أن هذه الخطوة تتوقف على عدة العوامل، منها على وجه الخصوص استحداث سوق دولية للغاز تحكمها نفس القواعد المطبقة في السوق النفطية، مضيفا أن هذه القواعد غير الموجودة حاليا وتتعلق ب"إمكانية تدخل المتعاملين من أجل الحد من حجم الإنتاج وإعادة التفاوض حول الأسعار بما يجعلها تعكس واقع سوق الغاز"، وبالموازاة مع هذه المعطيات التي ترهن مشروع إنشاء أوبك للغاز، أعلن خليل عن تأجيل اجتماع منتدى وزراء الدول المصدرة للغاز الذي كان مقررا تنظيمه في بادئ الأمر بتاريخ 18 نوفمبر الجاري بموسكو، إلى تاريخ لم يتم تحديده بعد.كما ذكر أن "الفوج الخاص" الذي تم تعيينه في 2002 بالدوحة برئاسة روسية كان قد كلف بتحضير القوانين الأساسية لهذه المنظمة وكان مستعدا لتقديم اقتراحاته إلا أن الوزير جدد التأكيد على أن الأمر لن يتعلق بإنشاء منظمة ثقيلة بل منظمة بسيطة تضم أمانة عامة ورئيسا. وجدد وزير الطاقة تأكيده بأن الجزائر في منأى عن الأزمة المالية، حتى في حال انخفاض أسعار النفط إلى مادون 60 دولار، وقال الوزير"نحن في الجزائر بإمكاننا أن نعمل جيدا بسعر برميل النفط عند مستوى 50 دولار دون أن نتأثر لكن بشرط أن لا يطول عمر الأزمة" التي توقع أنها لن تستمر أكثر من سنة، وذلك بفضل ما تملكه الجزائر من احتياطات صرف تقدر حاليا بحوالي 130 مليار دولار، وأضاف وزير الطاقة أنه وفي حال طال عمر الأزمة المالية فستكون الجزائر مجبرة على تقليص حجم مشاريعها أو أن تلجأ إلى طلب تمويل أجنبي في إشارة منه إلى احتمال لجوء الجزائر مجددا للاستدانة.