أيدت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة الحكم الصادر في حق المحامي المتهم المدعو "سيدهم أمين" المتابع بإهانة هيئة نظامية، بعقوبة 6 أشهر حبسا غير نافذ، علما أن المحكمة الابتدائية بسيدي أمحمد سبق وأن أدانت المحامي "سيدهم" ب 6 أشهر حبسا غير نافذ مع تغريمه مبلغ 20 ألف دج ونفس الحكم بالنسبة لصحفية الشروق "وداد.ك"، حيث بتابع هؤلاء بتهمة التقليل من شأن الأحكام القضائية وإهانة هيئة نظامية. تعود حيثيات قضية الحال إلى تاريخ 30 ماي 2004، عندما نشر مقال بجريدة "الشروق اليومي" تحت عنوا: "استدعي للشهادة في قضية بشير فريك، عوفي يقضي شهره الثلاثين في سركاجي"، يذكر هنا أن الطيب عوفي مدير وكالة عقارية بوهران بتابع بتهمة تبديد أموال عمومية بالتواطؤ مع بشير فريك والمتمثلة في تبديد 6 قطع أرضية. في حين لم يوقع إلا على ثلاثة فقط بحكم أنه استقال من منصبه قبل ذلك، بعدها نادى القاضي على أسماء المتهمين والمتمثل في المحامي والصحفية وكذا مدير التحرير السابق "ق.عبد الله رشيد"، حيث صدر بتاريخ 30 ماي 2004 مقال تضمن نقل العبر والألفاظ التي كانت محل متابعته قضائيا خاصة أنه كان يحمل صورة أب سيدهم، من جهتها أكدت المتهمة الثانية "وداد" الصحفية بجريدة "الشروق اليومي" أنها لم تقم إلا بعملها وذلك بعد استشارة مدير الجريدة الذي كلفها بإعداد المقال. ومن بين التجاوزات التي قامت بها المتهمة هو ورود بعض الألفاظ داخل المقال منافية للقانون، وأمام محاضر الضبطية القضائية أفادت الصحفية "وداد" أنها نقلت تصريحات سيدهم حرفيا وبأمانة كما نسبتها له، وعن عبارة الحكم التعسفي أكدت أنها نقلت مثلما سمعتها منه، أما بشأن ورود خطأ حول موقع المحكمة العليا التي كتبت أن مقرها يتواجد بعبان رمضان أكدت الصحفية المتابعة في قضية الحال أنها لا تعلم موقعها الأصلي، وأن ما كتبته جاء بعد استشارة زملائها. وأشار المحامي "سيدهم أمين" المتهم في القضية أمام المحكمة إلى أنه تكلم عن الحجز التعسفي وليس الحكم التعسفي، مؤكدا في ذات الوقت أن المحكمة العليا في تلك الآونة كانت لم تصدر بعد الحكم ماعدا قرار الإحالة، وقال سيدهم إنه من المستحيل لرجل القانون أن يتحدث عن حكم تعسفي متسائلا في الوقت ذاته هل يمكن تقليد حكم قضائي لم يصدر بعد. وعن المقال الذي نشرته "الشروق" والذي يحمل صورة أبيه واسمه في الأسفل لابد له أن يخضع للرقابة، وبالنسبة للمحكمة العليا التي قامت بالشكوى عن الحكم التعسفي فقد نفاها سيدهم، مؤكدا أنه لم يطّلع على المقال إلا بعد استدعائه من طرف وكيل الجمهورية وعن صورة أبيه فأرجعها سيدهم إلى أن والده معروف بنضاله في حقوق الإنسان، وبعد المداولات القانونية سلطت هيئة المحكمة بمجلس قضاء العاصمة تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا غير نافذ في حقهم لارتكابهم تهمة التقليل من شأن الأحكام القضائية وإهانة هيئة نظامية.