غادر الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله العاصمة نواكشوط عائدا إلى قريته "لمدن" بعد الإفراج عنه ورفع قرار الإقامة الجبرية، وذلك تعبيرا عن رفضه الطريقة التي تم بها تنفيذ قرار الإفراج. أن الرئيس ولد الشيخ عبد الله غادر منزله بعد أقل من ساعة من قرار المجلس العسكري الحاكم رفع الإقامة الجبرية، حيث أكد حراس المنزل عدم وجود الرئيس المخلوع أو أي من أفراد أسرته، وأكدت مصادر في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وفي ديوان الرئيس المخلوع أن ولد الشيخ عبد الله عاد إلى قريته "لمدن" التي كانت حتى اليوم الأحد مقر الإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ الثالث عشر من نوفمبر الماضي. ووفقا لمصادر مقربة من ولد الشيخ عبد الله فإن الأخير كان غاضبا من الطريقة التي تم بها الإفراج عنه، وأنه رأى فيها إهانة جديدة له، حيث منع من ترتيب أموره ونقل رغما عنه إلى نواكشوط، وقال القيادي بالجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية محمد جميل منصور في تصريح للجزيرة نت أن ما جرى كان إساءة لرجل في مثل سن ومكانة ولد الشيخ عبد الله، فضلا عن أن ترحيله عنوة إلى نواكشوط يناقض منطق الإفراج عنه، وتمكينه من حريته الكاملة. وفي الوقت الذي لم تعلن مصادر الحكومة الموريتانية رسميا الإفراج عن ولد الشيخ عبد الله ولا عن سيناريوهات ما بعد الإفراج حذرت الجبهة من أن المجلس العسكري يعد لما وصفتها مسرحية هزيلة ضد الرئيس المخلوع تعكر صفو عملية الإفراج، وكانت فرقة خاصة من الجيش والشرطة الموريتانية قد اصطحبت الرئيس المخلوع من مقر إقامته في حدود الرابعة صباح اليوم الأحد، وأوصلته إلى منزله بالضاحية الشمالية الغربية في وفق ما أكد شهود عيان للجزيرة نت حضروا وصول المجموعة إلى منزل الرئيس المخلوع. يذكر أن قرار رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس المخلوع جاء في إطار تعهد المجلس العسكري الحاكم برئاسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز للمجموعة الدولية -كما أعلن في الثاني عشر من الشهر الجاري ببروكسل- بالإفراج بدون قيد أو شرط عن ولد الشيخ عبد الله قبل الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وأعرب ولد الشيخ عبد الله في آخر تصريح صحفي له -نشرته صحيفة لوموند الفرنسية السبت- عن "تصميمه المطلق على إفشال الانقلاب"، مؤكدا أنه سيتصرف كرئيس دولة ولم يستبعد مشاركته في القمة الأفريقية المنعقدة في أديس أبابا نهاية الشهر الجاري، كما أفادت مصادر إعلامية موريتانية بأن ولد الشيخ عبد الله قد تلقى دعوة من الولاياتالمتحدة الأميركية لحضور مراسيم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، الذي سيتم في العشرين من الشهر القادم. يشار إلى أن زعماء الانقلاب -الذي وقع في السادس من أوت وأطاح بحكم الرئيس ولد الشيخ عبد الله- رفضوا إعادة الأخير إلى منصبه رغم تعهدهم بالإفراج عنه تجنبا لمواجهة العقوبات التي هدد الاتحاد الأوروبي بفرضها على موريتانيا.